السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 19 يوليو 2015

كشكول ١٠١٢: الدنيا للفقير وليست للغني


الدنيا للفقير وليست للغني
الدنيا للفقراء وليست للأغنياء!
وأثبت ذلك ؛
مائدة الأغنياء فيها أنواع الأكلات وأطايب الطعام والعصيرات والحلويات والفواكه!
ومائدة الفقير فيها نوع واحد وأحيانا نوعين، و لا حلويات و لا عصيرات، وبكميات قليلة، قد تجتمع العائلة فيقومون وأنفسهم تتوق إلى الطعام!
أيهما أسعد بطعامه؟
لنرجع إلى علماء التغذية ونستمع إليهم؛
يقول علماء التغذية: لا ينفع الإنسان أن يعدد أنواع الأكلات على المائدة، يكفيه نوع واحد فقط أو نوعين. ولا ينبغي أن يخلط معه حلوى أو عصيرات أو فاكهة، وليقم بمعدة ليست ملآنة! وأن من أسباب المرض كثرة أنواع الأطعمة، وإدخال الطعام على الطعام.
هل رأيت الفقير أسعد بطعامه من الغني! ولذلك غالب الأغنياء يعانون من الأمراض والأوجاع فلا يأكلون من هذه المائدة شيئاً، وإنما يصنع لهم طعام خاص يناسب حالهم!
بيوت الأغنياء مكيفة، تكييفاً عالياً، لايشعرون بالحر و لا بالغيظ.
وبيوت الفقراء لا يوجد فيها تكييف، وإن وجد فمن أردأ الأنواع الذي بالكاد يلطف الجو!
أيهما أسعد بمكيفات الهواء؟
الأطباء والرياضيون لا حظوا أن الدفء والجو المعتاد أنفع لأعصاب الإنسان وعضلاته ، وأكثر ملائمة لمزاج الصحة التي ينبغي أن يكون عليها الإنسان، لينعم بجسم مرتخي الأعصاب والعضلات! فحال الفقير أنسب لجسم الإنسان!
الغني يسكن في فيلا، مزودة بمصاعد، عضلاته لا تتحرك تيبس من قلة الحركة، وضغط الدم عنده مرتفع .
والفقير يسكن في شقة في دور عالي ليس في العمارة مصعد إنما يستعمل الدرج (السلالم)، أو يسكن في بيت أرضي، لكن ليس لديه وسيلة مواصلات متوفرة لتنقلاته، فهو يمشي، ويستعمل قدمه للتنقل، عضلاته مرنة، وضغطه متوازن، يمارس بصعوده عملا رياضيا، وكذا بنزوله، لا يشتكي من آلام مفاصل و لا من أوجاع الضغظ، و لا يعاني مما يعانيه الغني.
وأينما توجهت تقارن تجد أن حياة الفقير هي الملائمة لطبيعة الجسد ولراحة البدن وسلامته من الأوجاع والأمراض!
كم سمعتها بأذني : جاءتنا الأمراض من هذه الرفاهية!
كان أجدادنا يشربون السمن المستخرج من الحليب، ويمزجونه مع العسل ويأكلونه بالخبز البر بنخالته، ويسرحون إلى أعمالهم ، ويعودون في الظهيرة يتصببون عرقاً، لكن بصحة تنضح عن وجوههم!
واليوم يعاني الأغنياء من شتى الأمراض، الكليسترول، والضغط، وتصلب الشرايين، و .. و
ولما يعي ذلك بعض الأغنياء يتصرفون بتصرف يلائم الفقراء فيظن الناس أنهم بخلاء! وليس الأمر كذلك .
بعض الأغنياء يعيش عيشة الفقراء، فيظنه الناس بخيلاً، وليس كذلك، ولكنه وعى هذه الحقيقة فلا يريد أن يستبدل بصحة الفقراء، رفاهية الأغنياء المرضاء.
الدنيا أيها السادة تهنأ بعيشة الفقراء!
لكن أين الفقير القانع الراضي ؟!

وأين الغني المتعظ الزاهد؟!