السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 19 يوليو 2015

قال وقلت ٨٩: كيف تكون الدنيا للفقير والرسول -صلى الله عليه وسلم- استعاذ من الفقر؟


قال: كيف تكون الدنيا للفقير والرسول -صلى الله عليه وسلم- استعاذ من الفقر؟
قلت : الرسول صلى الله عليه وسلم إنما استعاذ من الفقر المقترن بالذلة والقلة، .
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْمَاثَمِ وَالْمَغْرَمِ" أخرجه البخاري في كتاب الدعوات في مواضع منها باب التعوذ من فتنة الفقر، حديث رقم (6377)، وأخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر الفتن وغيرها، حديث رقم (589)، وأخرجه بنحوه في كتاب المساجد ومواضع الصلاة.
محل الشاهد في الحديث قوله: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ... ... ... ... شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ"
قال البيهقي رحمه الله السنن الكبرى للبيهقي (7/ 12): "فيه دلالة على أنه [- صلى الله عليه وسلم -] إنما استعاذ من فتنة الفقر، دون حال الفقر، ومن فتنة الغنى، دون حال الغنى"اهـ.
قال ابن حجر رحمه اللّه تعالى فتح الباري (11/ 177): "والتقييد في الغنى والفقر بـ "الشر" لا بد منه؛ لأن كلاً منهما فيه خير باعتبار، فالتقييد في الاستعاذة منه بالشر يخرج ما فيه من الخير سواء قلّ أم كثر. قال الغزالي: فتنة الغنى: الحرص على جمع المال وحبه حتى يكسبه من غير حله ويمنعه من واجبات انفاقه وحقوقه. وفتنة الفقر يراد به: الفقر المدقع الذي لا يصحبه خير ولا ورع، حتى يتورط صاحبه بسببه فيما لا يليق بأهل الدين والمروءة، و لايبالي بسبب فاقته على أي حرام وثب، ولا في أي حال تورط.
وقيل: المراد به فقر النفس الذي لا يرده ملك الدنيا بحذافيرها"اهـ.
قلت: وفي الحديث عن أَبُي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ وَأَنْ تَظْلِمَ أَوْ تُظْلَمَ" أخرجه أحمد في مسنده (2/ 540)، وأبوداود في سننه في كتاب الصلاة، باب في الاستعاذة، حديث رقم (1544)، وابن ماجة في كتاب الدعاء، باب ماتعوذ منه رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، حديث رقم (3842)، والنسائي في كتاب الاستعاذة باب الاستعاذة من الفقر حديث رقم (5479) واللفظ له، وابن حبان في صحيحه (الإحسان حديث رقم (1003)، (1030)، والحاكم في المستدرك (1/ 531)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 12) بمعناه. والحديث صححه ابن حبان، والحاكم، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، حديث رقم (1445)، وفي صحيح سنن أبي داود (1/ 287)، وصحح اسناده محقق الإحسان على شرط مسلم.
فالفقر المستعاذ منه هو ما فيه من الذلة والمهانة. ولذلك ورد في الحديث : "اللهم احيني مسكينا وأكتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين".

فالفقر االمقصود هو حال الكفاف والقلة، وفي الحديث : "اللهم أجعل رزق آل محمد كفافا". وبالله التوفيق