السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 9 فبراير 2015

كشكول ٧١٠: لله صفات الكمال، يعني بدون نقص



لله صفات الكمال، يعني بدون نقص؛
فكل تشبيه لصفة الله نقص.
وكل تحريف لصفة الله نقص.
وكل تأويل لصفة الله نقص.
وكل تكييف لصفة الله نقص.
{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.

كشكول ٧٠٩: للذنب نار وحرقة وحرارة في النفس يشعر بها القلب النقي، والنفس اللوامة



للذنب نار وحرقة وحرارة في النفس يشعر بها القلب النقي، والنفس اللوامة.
ألا ترى إلى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ النَّارَ الْمَاءُ»، من حديث معاذ -رضي الله عنه-، أخرجه الترمذي تحت رقم: (2616)، وابن ماجه تحت رقم: (3973) وصححه الألباني.
ألا ترى إلى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه البخاري تحت رقم: (744) ومسلم تحت رقم: (598) عن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً - فَقُلْتُ: «بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟». قَالَ: «أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ».
والشاهد قوله: «اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ». فقابل حر وحرقة ونار الخطيئة ببرد الماء والثلج.
والحاسد يقول: يجد في نفسه ناراً وحرقة تثور وتتعبه إذا لم يوجه ويفرغ ذلك في الجهة المؤثرة فيه.
فاللهم غفراً.

خلفيات علمية (25)



خلفيات علمية (25)

في كل فن كتاب هو الأصل فيه، فابحث عنه، وعن شروحه.

خلفيات علمية (24)



خلفيات علمية (24)

ليس كل ما ينسب إلى الإمام من أئمة المذاهب الأربعة، في كتب مذهبه هو قوله!
- بل فيها ما هو من قوله بالرواية عنه.
- وفيها ما بني على قوله واستخرج منه، بالوجه.
- وفيها اجتهادات لكبار أئمة المذهب.
والمذهب ليس هو دائماً ما روي عن الإمام، فقد يكون المروي عن الإمام في المسألة عدة أقوال، فيكون المذهب أحدها بحسب ما اختاره إمام معتبر في المذهب.
ولكل مذهب ميزان في الترجيح بين ذلك فيما يعرف أنه المذهب.
ولذلك ينصون على أن من الكتب المصنفة في المذهب ما لا يعول عليه في معرفة المذهب!
ولذلك اهتم العلماء بذكر ضوابط وقواعد ما يحتاج إليه الباحث؛ ليضبط المذهب.

كشكول ٧٠٨: العلماء ثلاثة



قَالِ أَبِو حَيَّانَ التيمي -أَحَدِ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ-:
«الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ:
- عَالِمٌ بِاَللَّهِ لَيْسَ عَالِمًا بِأَمْرِ اللَّهِ،
- وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَيْسَ عَالِمًا بِاَللَّهِ،
- وَعَالِمٌ بِاَللَّهِ وَبِأَمْرِ اللَّهِ».
(مجموع فتاوى ابن تيمية (3/ 333).).

خلفيات علمية (23)



خلفيات علمية (23)

الأرجح يقابله الراجح.
والراجح يقابله المرجوح.
والأصح يقابله الصحيح.
والصحيح يقابله الضعيف.
والأكثر يقابله الكثير.
والكثير يقابله القليل والنادر.
وهذه كلها عبارات يستعملها العلماء في الترجيح؛ لكن
- تارة يكون ترجيحاً مع صحة المقابل.
- وتارة يكون ترجيحاً مع رد المقابل.
فالأول من اختلاف التنوع.
والثاني من اختلاف التضاد.

خلفيات علمية (22)



خلفيات علمية (22)

كانوا يراعون عند الكتابة في فن من الفنون أن لا يخلطوه بغيره، حتى إن الرافعي وهو أعلم من النووي بالحديث لما ألف في الفقه لم يورد الكلام على الحديث مع علمه به.
ولما صنف النووي شرح المهذب، وخلط الحديث بالفقه، وجمع بين العلوم، سمى كتابه (المجموع) . ولما أفرد كتاباً في الفقه لم يخلطه بغيره كما تراه في روضة الطالبين!
وفي هذا السياق ما ذكره الحافظ العراقي (ت806هـ) في خطبة تخريجه الكبير لـ (الإحياء): «عادة المتقدمين السكوت عما أوردوا من الأحاديث في تصانيفهم، وعدم بيان من خرّجه، وبيان الصحيح من الضعيف، إلا نادراً، وإن كانوا من أئمة الحديث حتى جاء النووي فبين.
ومقصد الأولين أن لا يغفل الناس النظر في كل علم في مظنته، ولهذا مشى الرافعي على طريقة الفقهاء، مع كونه أعلم بالحديث من النووي»اهـ. (بواسطة فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي (1/21).).
قال السيوطي (ت911هـ) -رحمه الله-: «قد كان الرافعي من كبار أئمة الحديث وحفاظه، وأخبرني من أثق به: أن الحافظ ابن حجر قال: «الناس يظنون أن النووي أعلم بالحديث من الرافعي، وليس كذلك، بل الرافعي أفقه في الحديث من النووي، ومن طالع أماليه وتاريخه وشرح المسند له تبين له ذلك. والأمر كما قال»اهـ(تحفة الأبرار بنكت الأذكار للسيوطي ص: 43، تحقيق محي الدين مستو، مكتبة دار التراث، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1407هـ.).

خلفيات علمية (21)



خلفيات علمية (21)

الانتساب للمذهب لا يذم بالشروط التالية:
- أن لا يكون انتسابًا إلى مذهب بدعة ومخالف للسنة.
- أن لا يكون على وجه التعصب وعدم اتباع الدليل.
- أن لا يكون على وجه انتقاص الانتساب إلى غيره.
- أن لا يكون على وجه حصر الحق فيه، أو فيه وفي مذاهب معينة فقط.
- أن لا يكون قادراً على البحث والنظر، فيترك ذلك ويستروح إلى التقليد بالانتساب إلى المذهب.
- أن لا يعتقد وجوب الانتساب إلى مذهب.

خلفيات علمية (20)



خلفيات علمية (20)

يورد المثال للتوضيح، لا للاستدلال والتعليل، فلا ينبغي أن يتعقب بتصحيح الثبوت أو عدمه.
وقد أجاب ابن الصلاح -رحمه الله- على الذين تعقبوه في حياته في بعض الأمثلة التي أوردها في باب الوحدان، بأنه إنما أورد ذلك للتمثيل لا للتعليل، والله الموفق.

خلفيات علمية (19)



خلفيات علمية (19)

كتب الردود إذا كانت من عالم بالسنة فإنها نفيسة جداً؛
- لأنه بضددها تتميز الأشياء، فلما يورد العالم القول ويرد عليه يتميز عند القاريء الصواب والخطأ.
- ولأن العالم من أهل السنة يوضح القواعد المرعية عند أهل السنة في هذا الباب، والذي أوقعت مخالفته في هذه الأخطاء. وهذه فائدة نفيسة يقتنصها القاريء بأدنى جهد.
- ولأن العالم من أهل السنة قد يبين أصل الموضوع والصواب فيه، فيحظى القاريء بالوقوف على خلاصة جامعة مركزة محررة في الموضوع.
- ولأن العالم يبين خطأ الاستدلال الذي وقع فيه المردود عليه، فيتنبه القاريء إلى أخطاء الاستدلال فيجتنبها.
- ولأن العالم يبين محل السنة والبدعة في هذه المسألة موضوع الرد. فيخرج القاريء وقد تميزت لديه هذه الأمور.
وسبحان من جعل كتاب هذا الدين فرقاناً.
وجعل المعركة الفاصلة معركة بدر يوم الفرقان.
وجعل للمتقين.
{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إَن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.

كشكول ٧٠٧: كتاباتي اليوم... أغلبها موجهة لخاصة طلبة العلم


منشور في يوم السبت 
١٨ ربيع الآخر ١٤٣٦ هـ
٧ / ٢/ ٢٠١٥ م 

كتاباتي اليوم... أغلبها موجهة لخاصة طلبة العلم. والله الموفق.

كشكول ٧٠٦: الهجر وسيلة لا غاية



الهجر وسيلة لا غاية.
فإذا تحقق المقصود من الإصلاح بغيره لم تعد حاجة إليه.

خلفيات علمية (18)



خلفيات علمية (18)

ينبغي للطالب أن يحسن الظن بأهل العلم، ولا يتعجل بنسبتهم إلى القصور.
فإن الأصل أنهم:
- أعلم،
- وأتقى،
- ويرجون رضا الله،
- ويخافون غضبه.
فلا تسيء الظن.
واحمل كلامهم على أحسن المحامل.
وقدم الاعتذار لهم.
بل واتهم نفسك أمام اختيارهم.
يذكر عن الشبخ ابن باز -رحمه الله- أنه كان أثناء رئاسته للمجالس العلمية إذا خالف أحد العلماء في المجلس ما عليه أكثرهم يقول له: «راجع -بارك الله فيك- واتهم نفسك».

خلفيات علمية (17)



خلفيات علمية (17)

يعتني العلماء بعناوين كتبهم، وغالبًا تدل على شرطهم في الكتاب.
وقد تأملت فيها فوجدت عجبًا.
انظر أسماء الكتب الستة، ودلالتها على شرط أصحابها.
انظر إلى أسماء كتب غيرهم تجد ذلك.
فلا يفوتك تأمل عناوين الكتب، ومقاصد المصنفين فيها.

كشكول ٧٠٥: مطوية علاقات تحيط بالمسلم


مطوية علاقات تحيط بالمسلم.
إعداد فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم محمد كشيدان -وفقه الله لكل خير، وجزاه ربي خيرًا-.

كشكول ٧٠٤: الرجوع إلى العلماء مطلوب. وليس معناه أن ترجع إلى العالم في كل شيء، حتى أمور حياتك اليومية والخاصة



الرجوع إلى العلماء مطلوب.
وليس معناه أن ترجع إلى العالم في كل شيء، حتى أمور حياتك اليومية والخاصة.
بل المراد الرجوع إلى العلماء في:
- تعلم أحكام الدين،
- والتعبد لله على السنة.
ولعل حرص بعض الناس على الخير وعلى الصواب يجعله يبالغ في ذلك.
وهذا الأسلوب فوق أنه ليس مطلوبًا، فانه يسبب حرجًا للناس، والعلماء، ويجعل القضية أشبه باستشارات حياتية يومية:
- تجر الملل،
- والضيق،
- والضجر،
- وتسبب النفرة.

سؤال وجواب ٩٨: هل يجوز تقليد الشيخ في تجويد القرآن؟



سؤال: «هل يجوز تقليد الشيخ في تجويد القرآن؟».

الجواب:
- إذا كان المقصود بالسؤال اتباعه في أحكام التجويد في القراءة؛ فليس هذا تقليدًا، بل اتباعا لخبره ونقله؛ لأنه إنما يقرأ كما سمع شيخه يقرأ، وشيخه اقرأه كما سمع شيخه اقرأه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- وإذا كان يقصد تقليده في أسماء أحكام التجويد؛ فهذا علم التجويد، والأسماء فيه اصطلاحية. فهو يتعلم هذا من شيخه، ويتعلم ما اصطلح عليه من أسماء لأحكام التجويد. التي يخبره بها شيخه، وليس هذا بتقليد.
- وإذا كان يقصد يقلده في قراءته وصوته؛ فهذا اختلف فيه. والظاهر أنه مما يحسن تركه. فإن الصحابة مع مشاهدتهم وسماعهم لقراءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم ينقل أن أحدهم قرأ يقلد صوته. سوى ما جاء في تمثيل المد في قراءته -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث ابن مسعود، وحديث أم سلمة -رضي الله عنهما-.
والله أعلم.

خلفيات علمية (16)



خلفيات علمية (16)

مراعاة التخصص مطلوبة.
والتخصص في مواضع منها:
- في كلام العالم في تخصصه وفي غير تخصصه. وفيه قال ابن حجر كلمته: «إذا تكلم الرجل في غير فنه جاء بالعجائب».
- في اختلاف كلام علماء الجرح والتعديل في الراوي، فيقدم كلام بلدي الرجل على غيره. وفيه يقال: «بلدي الراوي أدرى به من غيره».
- في اختلاف كلام العالم، واختياره في المسألة؛ فكلامه في مظانه عنها مقدم على كلامه عنها في غير مظانه. وهذا موضوع كتب (خبايا الزوايا). وليست كلها من هذا الباب.

كشكول ٧٠٣: للكلام شهوة. وما يريد المسلم التكلم به لا يخلو من الأحوال التالية...



«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».
للكلام شهوة.
وما يريد المسلم التكلم به لا يخلو من الاحوال التالية:
- أن يكون خيرًا.
- أن يكون شرًا.
- أن يكون لا خيرًا ولا شرًا.
- أن يكون بين بين؛ ففيه خير وفيه شر.
والحديث يقضي بأمر المسلم وإرشاده إلى لزوم الصمت في كل الأحوال، إلا في الحال الأولى.
والله الموفق.

خلفيات علمية (15)



خلفيات علمية (15)

لا فرق ولا خلاف بين أصول الفقه عند المحدثين، وعند أئمة الفقهاء على العموم.
لكن لما كتب المتكلمون برزت أوجه خلاف محصورة، والحمد لله، وهي ليست فقط مخالفة لمنهج المحدثين، بل هي مخالفة أيضًا لأئمة الفقه، وهي الفروق التالية:
- ترتيب الأدلة. يرجع إلى الأدلة الإجمالية والمختلف فيها.
- القول بالمجاز. يرجع إلى دلالات الألفاظ في مباحث الاستنباط.
- أسباب التضعيف والتعليل للحديث. يرجع لدليل السنة (الحديث) وهو من الأدلة الإجمالية.
- الترجيحات والاختيارات في بعض المسائل.
وما عدا هذا فلا اختلاف بين المحدثين والفقهاء في أصول الفقه.
وإذا كانت أركان أصول الفقه ثلاثة:
- الأدلة الإجمالية.
- طرق الاستنباط منها.
- حال المستفيد معها.
فكل هذا من حيث الإجمال متفق عليه بينهم.
والمخالفة فقط فيما تقدم.
والله الموفق.

كشكول ٧٠٢: (الأنانية) ليست من الإيمان



(الأنانية) ليست من الإيمان.
«لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
وجاء في حديث: «ويكره لأخيه ما يكره لنفسه».
وهي (الأنانية) خلق ذميم سببه الحرص والكبر.
فهو يحرص على ما لديه. ولا يرى غيره يستحق أن يكون له مثله انتقاصًا. والكبر بطر الحق، وغمط الناس.

خلفيات علمية (14)



خلفيات علمية (14)

كل ما يقال عن القرآن العظيم يقال عن الحديث النبوي، إلا ما استثناه الدليل.
لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إلا إني أوتيت القرآن ومثله معه».
فكل علوم القرآن يأتي مثلها في الحديث، إلا ما خصه الدليل بالقرآن.
وهذا باب لم يستكمل؛
كتبوا في أسباب ورود الحديث.
وكتبوا في مشكل ومختلف الحديث.
وتبقى أبواب كثيرة يمكن الكتابة فيها.

كشكول ٧٠١: شعار أهل السنة الاتباع، وشعار أهل البدعة...



شعار أهل السنة الاتباع، وشعار أهل البدعة...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- (مجموع الفتاوى 4 / 155): «شعار أهل البدع، هو ترك إنتحال إتباع السلف»اهـ.

كشكول ٧٠٠: المقلد المتعصب لا يترك من قلده، ولو جاءته كل آية...


«المقلد المتعصب لا يترك من قلده، ولو جاءته كل آية، وإن طالب الدليل لا يأتم بسواه، ولا يحكم إلا إياه، ولكل من الناس مورد لا يتعداه». (زاد المعاد: (5/201).).

كشكول ٦٩٩: من سمات أهل التفرق والاختلاف



من سمات أهل التفرق والاختلاف.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (20/164):
«وليس لأحد أن ينصب للأمَّة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويُوالي ويُعادي عليها غير النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-،
ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويُعادي غير كلام الله ورسوله، وما اجتمعت عليه الأمَّة،
بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرِّقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويُعادون»اهـ.

خلفيات علمية (13)



خلفيات علمية (13)

علم الحديث، وعلوم الحديث، ومصطلح الحديث.
كلها أسماء لعلم واحد.
والسؤال لماذا اختص هذا العلم بتسميته بعلم (المصطلح) دون غيره مع العلوم، مع أن جميع العلوم فيها اصطلاحات؟
والجواب فيما يظهر لي، والله أعلم:
أن هذا العلم اختص بذلك؛ لأن لكل عالم وإمام من علماء الحديث مصطلحه الخاص، وألفاظه الخاصة في الجرح والتعديل، وعبارته الخاصة في التعبير عن المسألة.
هذا الواقع لا يوجد في غير هذا العلم؛ لذلك سمي بعلم المصطلح.
فيجد الناظر في علوم الحديث أن أئمة الحديث كانوا يتكلمون على الرواة والأحاديث دون اصطلاح عام يسيرون عليه،
بل كان لكل واحد منهم ألفاظه وعباراته الخاصة يعبر بها عما يريد بيانه من أوصاف الرواة والأحاديث، فتجد المعنى الحديثي الواحد يعبر عنه كل إمام بعبارته، وقد تتشابه الألفاظ والعبارات وقد تختلف!
هذا الواقع أوجد صعوبة وغموضاً في هذا العلم، سواء في جانب عبارات الجرح والتعديل، أم في أوصاف الحديث؛ إذ تنوع الألفاظ على وصف الحديث يضفي غموضاً يصعب معه فهم العلم!
وقد قال ابن الصلاح (ت643هـ) -رحمه الله-: «ومذاهب النقاد للرجال غامضة مختلفة»اهـ. (علوم الحديث/ العتر/ ص107).
وقال الذهبي (ت748هـ) -رحمه الله-: «نحن نفتقر إلى تحرير عبارات التعديل والجرح، وما بين ذلك من العبارات المتجاذبة. ثم أهم من ذلك أن نعلم بالاستقراء التام: عُرْف ذلك الإمام الجهبذ، واصطلاحه، ومقاصده بعباراته الكثيرة»اهـ. (الموقظة ص83).
ولعل من أهم الأسباب القاضية بهذا الغموض وعدم وجود الاصطلاح العام عند المتقدمين من أهل الحديث: هو النسبية؛ إذ لكل حديث نظر خاص، وذوق خاص، وحيثياته الخاصة، فتجري عبارة الإمام بما يطابق حال الحديث على الخصوص، مما يجعل أخذها مأخذ القاعدة العامة والاصطلاح العام غير مطابق للواقع!
قال ابن تيميه (ت728هـ) -رحمه الله-: «لكل حديث ذوق، ويختص بنظر ليس للآخر»اهـ. (علم الحديث لابن تيميه ص:39).
قال ابن رجب (ت795هـ) -رحمه الله-: «وأمّا أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه: «إنه لا يتابع عليه». ويجعلون ذلك علة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه، واشتهرت عدالته، وحديثه، كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون تفردات الثقات الكبار أيضاً!
ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس لذلك ضابط يضبطه»اهـ. (شرح علل الترمذي لابن رجب (2/ 582).).

خلفيات علمية (12)



خلفيات علمية (12)

مما يعينك في التعلم أن تجعل لك أصلاً في كل علم ترجع إليه أولاً؛ أو عند الاستعجال،
فمثلاً؛
تجعل لك في التفسير كتاب البغوي.
تجعل لك في مصطلح الحديث تدريب الراوي.
تجعل في العقيدة شرح الطحاوية لابن أبي العز.
تجعل في الحديث بلوغ المرام، أو جامع الأصول.
تجعل لك في أصول الفقه كتاب اللمع للشيرازي.
هذه الطريقة تنفعك، بحيث إنك تتمرس على الكتاب وعلى طريقته وتفهمه وتستوعبه، ثم تنظر في الزائد عليه عند الحاجة.

خلفيات علمية (11)


خلفيات علمية (11)

كلما زاد علمك:
- اتسع أفقك،
- وعذرت غيرك،
- وانتبهت إلى قصورك.
هذه القضية محلها في المسائل الاجتهادية، في دائرة السنة،
ومثلها: اختلافنا في الرأي لا يفسد للود قضية.
قال أبو المظفر السمعاني، ونقله عنه ابن القيم كما في مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص: 603) ونقله الشاطبي في الاعتصام (ص: 453) دون التصريح باسم السمعاني: «وَكَانَ السَّبَبُ فِي اتِّفَاقِ أَهْلِ الْحَدِيثِ؛ أَنَّهُمْ أَخَذُوا الدِّينَ مِنَ الْكِتَابِ، وَالسُّنَّةِ، وَطَرِيقِ النَّقْلِ، فَأَوْرَثَهُمُ الِاتِّفَاقَ وَالِائْتِلَافَ، وَأَهْلُ الْبِدَعِ أَخَذُوا الدِّينَ مِنْ عُقُولِهِمْ؛ فَأَوْرَثَهُمُ التَّفَرُّقَ وَالِاخْتِلَافَ، فَإِنَّ النَّقْلَ وَالرِّوَايَةَ مِنَ الثِّقَاتِ وَالْمُتْقِنِينَ قَلَّمَا تَخْتَلِفُ، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ فِي لَفْظِهِ أَوْ كَلِمِهِ فَذَلِكَ الِاخْتِلَافُ لَا يَضُرُّ الدِّينَ وَلَا يَقْدَحُ فِيهِ، وَأَمَّا الْمَعْقُولَاتُ وَالْخَوَاطِرُ، وَالْأَرَاءُ فَقَلَّمَا تَتَّفِقُ، بَلْ عَقْلُ كُلِّ وَاحِدٍ وَرَأْيُهُ وَخَاطِرُهُ يُرِي صَاحِبَهُ غَيْرَ مَا يُرِي الْآخَرَ.
قَالَ: وَبِهَذَا يَظْهَرُ مُفَارَقَةُ الِاخْتِلَافِ فِي مَسَائِلِ الْفُرُوعِ اخْتِلَافَ الْعَقَائِدِ فِي الْأُصُولِ، فَإِنَّا وَجَدْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَضِيَ عَنْهُمْ- اخْتَلَفُوا بَعْدَهُ فِي أَحْكَامِ الدِّينِ، فَلَمْ يَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يَكُونُوا شِيَعًا، لِأَنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُوا الدِّينَ، وَنَظَرُوا فِيمَا أُذِنَ لَهُمْ؛ فَاخْتَلَفَت أَقْوَالُهُمْ وَآرَاؤُهُمْ فِي مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ، كَمَسْأَلَةِ الْجَدِّ، وَالْمُشْرِكَةِ، وَذَوِي الْأَرْحَامِ، وَأُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَصَارُوا بِاخْتِلَافٍ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ مَحْمُودِينَ، وَكَانَ هَذَا النَّوْعُ مِنَ الِاخْتِلَافِ رَحْمَةً لِهَذِهِ الْأُمَّةِ حَيْثُ أَيَّدَهُمْ بِالتَّوْفِيقِ وَالْيَقِينِ، ثُمَّ وَسَّعَ عَلَى الْعُلَمَاءِ النَّظَرَ فِيمَا لَمْ يَجِدُوا حُكْمَهُ فِي التَّنْزِيلِ وَالسُّنَّةِ، وَكَانُوا مَعَ هَذَا الِاخْتِلَافِ أَهْلَ مَوَدَّةٍ وَنُصْحٍ، وَبَقِيَتْ بَيْنَهُمْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ، وَلَمْ يَنْقَطِعْ عَنْهُمْ نِظَامُ الْأُلْفَةِ، فَلَمَّا حَدَثَتْ هَذِهِ الْأَهْوَاءُ الْمُرْدِيَةُ الدَّاعِيَةُ أَصْحَابَهَا إِلَى النَّارِ، وَصَارُوا أَحْزَابًا؛ انْقَطَعَتِ الْأُخُوَّةُ فِي الدِّينِ، وَسَقَطَتِ الْأُلْفَةُ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّنَائِيَ، وَالْفُرْقَةَ إِنَّمَا حَدَثَ فِي الْمَسَائِلِ الْمُحْدَثَةِ الَّتِي ابْتَدَعَهَا الشَّيْطَانُ أَلْقَاهَا عَلَى أَفْوَاهِ أَوْلِيَائِهِ؛ لِيَخْتَلِفُوا وَيَرْمِيَ بَعْضُهَا بَعْضًا بِالْكُفْرِ،
فَكُلُّ مَسْأَلَةٍ حَدَثَتْ فِي الْإِسْلَامِ فَخَاضَ فِيهَا النَّاسُ وَاخْتَلَفُوا، وَلَمْ يُورِثْ هَذَا الِاخْتِلَافُ بَيْنَهُمْ عَدَاوَةً وَلَا نَقْصًا وَلَا تَفَرُّقًا، بَلْ بَقِيَتْ بَيْنَهُمُ الْأُلْفَةُ وَالنَّصِيحَةُ وَالْمَوَدَّةُ، وَالرَّحْمَةُ وَالشَّفَقَةُ، عَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ مَسَائِلِ الْإِسْلَامِ يَجُوزُ النَّظَرُ فِيهَا، وَالْآخَرُ يَقُولُ مِنْ تِلْكَ الْأَقْوَالِ مَا لَا يُوجِبُ تَبْدِيعًا وَلَا تَكْفِيرًا كَمَا ظَهَرَ مِثْلُ هَذَا الِاخْتِلَافِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مَعَ بَقَاءِ الْأُلْفَةِ وَالْمَوَدَّةِ،
وَكُلُّ مَسْأَلَةٍ حَدَثَتْ فَاخْتَلَفُوا فِيهَا فَأَوْرَثَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ذَلِكَ التَّوَلِّيَ وَالْإِعْرَاضَ وَالتَّدَابُرَ وَالتَّقَاطُعَ، وَرُبَّمَا ارْتَقَى إِلَى التَّكْفِيرِ، عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ، بَلْ يَجِبُ عَلَى كُلِّ ذِي عَقْلٍ أَنْ يَجْتَنِبَهَا وَيُعْرِضَ عَنِ الْخَوْضِ فِيهَا.
إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى شَرْطًا فِي تَمَسُّكِنَا بِالْإِسْلَامِ أَنْ نُصْبِحَ فِي ذَلِكَ إِخْوَانًا، فَقَالَ تَعَالَى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}»اهـ.

خلفيات علمية (10)



خلفيات علمية (10)

منهج الفقهاء والأصوليين في ثبوت الحديث يختلف عن منهج المحدثين.
والعلاقة بينهما علاقة تكامل.
فإن علماء الفقهاء هم أئمة المذاهب الأربعة. وهم علماء أئمة أهل الحديث.

خلفيات علمية (9)



خلفيات علمية (9)
من العلماء من يغلب عليه اتباع الرأي، واستعمال العقل.
ومن العلماء من يغلب عليه اتباع الحديث والأثر، ونعم وزير الحديث الأثر.
وليس كل ما يقوله من غلب عليه الرأي مردود.
وليس كل ما يقوله من غلب عليه الحديث والأثر مردود.
بل العبرة بالدليل.

خلفيات علمية (8)



خلفيات علمية (8)
مما يعين على فهم كلام العالم معرفة:
- مذهبه الفقهي،
- ومنهجه العقدي.
ولذلك من المفيد قراءة ترجمة العالم صاحب الكتاب الذي تقرأه.
والوقوف على أحداث العصر الذي عاش فيه، ومدى تأثيرها على علماء ذلك العصر.

كشكول ٦٩٨: الخلافة الراشدة... قادمة!



الخلافة الراشدة... قادمة...
لا يخدعوك بكلمة الخلافة الراشدة، والدعوة إلى إقامة الخلافة الراشدة
هل يستقيم الظل والعود أعوج؟!
هل تصل إلى الهدى والحق وإقامة الدين بطريق تحاربه وتخالفه؟!
هل سألت نفسك يوماً: غابت الخلافة الراشدة منذ مئات السنوات، ولم يقم في علماء المسلمين من يدعو إلى إقامة دولة راشدة، والخروج عن ولاية ولاة الأمر القائمة في ذلك الوقت؟
هل تجتمع أمة الإسلام على ضلالة؟
هل تتخيل: أن هذا الأمر لو كان حقاً لا يعرفه المسلمون ولا العلماء، وإنما يعلمه هؤلاء الناس في هذا الزمن؟
هل تتحقق الخلافة الراشدة بالخروج على ولاة الأمر، ونقض العهد الذي بينهم وبين شعوبهم، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول فيما جاء عن ابْن عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» (أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «سترون ...»، حديث رقم: (7054)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، حديث رقم: (1848).).
عَنْ نَافِعٍ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: «اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً!». فَقَالَ: «إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». (أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، حديث رقم: (1851).).
هل تقوم الخلافة الراشدة على استباحة الدم المحرم، المعصوم؛
فيقتل أهل الإسلام،
ويخدم أهل الشرك وعبدة الأوثان،
والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول فيما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: «إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ». (أخرجه البخاري في كتاب الديات، باب قول الله تعالى: {من يقتل مؤمنًا متعمدًا}، حديث رقم: (6863).).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ». (أخرجه البخاري في كتاب الديات، باب قول الله تعالى: {أن النفس بالنفس}، حديث رقم: (6878)، مسلم في كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات، حديث رقم: (1676) واللفظ له.).
ألا تعلم أنك بارتكاب هذه المخالفات تساعد أعداء الله -جل وعلا- في مخططاتهم واستراتيجيتهم في إشغال أهل الإسلام، وأضعافهم، وتسليط بعضهم على بعض، فلا يتقدمون ولا يحققون الأمجاد التي كانوا عليها؟!
هل تكون الخلافة الراشدة قادمة على يد من يعادي السنة وأهلها، ولا يرقب فيهم إلاً ولا عهداً ولا ذمة؟!
هل تتحقق إقامة الدين على يد من يجهله، ولا يعرفه، والحكمة تقول: «فاقد الشيء لا يعطيه»؟!
انتبه لا تتورط فتندم ساعة لا ينفع الندم!
واعلم يقيناً أن الخلافة الراشدة قادمة، ولكن سبيلها هو:
- الرجوع إلى الدين،
- والسير على ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.
وتغيير الحال طريقه تغيير ما بالنفس، قال -جل وعلا-: {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}. (الرعد:11).
والله وعد بالاستخلاف في الأرض، وبالتمكين، والأمن من:
- عبده وحده،
- ولم يشرك به شيئًا،
- وعمل الصالحات.
قال -جل وعلا-: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ}. (النور:55).
فلنحقق ذلك إذا أردنا الخلافة الراشدة، والله الموفق.

خلفيات علمية (7)



خلفيات علمية (7)

على طالب العلم أن يعلم أن كل العلوم الشرعية وما يتعلق بها كانت موجودة لدى الصحابة والتابعين سليقة بدون تكلف أو مصطلحات.
قد تستغرب... ولكن هذه هي الحقيقة...
خذ مثلاً:
كل ما يتعلق بالأدلة الإجمالية،
وكيفية الاستنباط منها،
وحال الناس معها، وهذه أركان أصول الفقه.
كانت معروفة عند الصحابة بدون أن تكون المسميات
الاصطلاحية متداولة بينهم.
فكانوا يراعون دلالة العام،
ودلالة المطلق،
والمفهوم،
والنص،
والظاهر،
والإشارة،
وكل ما يتعلق بدلالات الألفاظ،
وهذا الأمر هو الآلة المعينة على الاستنباط.
وكانوا يعرفون الأدلة الإجمالية، من قرآن وسنة وقياس وإجماع، وهذا الأدلة المتفق عليها، بل ويعرفون الأدلة المختلف فيها.
ويطبقون كل ذلك، ولكن بغير أسمائه المعروفة اصطلاحيًا عند الاصوليين، وأحياناً بأسمائه ولكن ليس بالمعنى الأصولي الاصطلاحي بالضبط، كالنسخ مثلاً.
خذ مثلاً:
علم التجويد، كان الصحابة يقرأون القرآن مجوداً،
فيطبقون قاعدة الإظهار.
ويطبقون قاعدة الإدغام.
ويطبقون قاعدة الإخفاء.
ويطبقون قاعدة الإقلاب.
ويطبقون صفات الحروف من قلقلة، وصفير، وهمس،
واستطالة، واستعلاء، وتفشي، وغنة، وغيرها، ولكن بغير المسميات الاصطلاحية.
وخذ مثلاً:
علم النحو والصرف... فكانوا يرفعون الفاعل وينصبون المفعول، ويثبتون أحكام (أن) وأخواتها، وأحكام (كان) وأخواتها، والمبتدأ والخبر، ونائب الفاعل، والجزم وأحكامه، ولكن بدون تخصيص هذه الأسماء الاصطلاحية أو ضبط القواعد المرعية.

وهكذا... والله الموفق.

علاقات تحيط بالمسلم ٥: (٥ - ٥) علاقة المسلم مع غيره من الناس



(٥ - ٥) علاقة المسلم مع غيره من الناس.

بين الإسلام أن الناس على نوعين:
- مؤمنين.
- وكافرين.
فنظم علاقته مع الكافرين؛
- فالكافر الحربي الذي ليس بيننا وبينه عهد و لا أمان: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}. (التوبة: 29).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (التوبة: 123).
- أمّا الكافر غير الحربي، أو الكافر الحربي المعاهد، والذمي، وصاحب الأمان فيقول الله في حقه: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. (الممتحنة:8).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا». (أخرجه البخاري).
وقال سبحانه عن الوالدين المشركين: {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. (العنكبوت:8).
{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. (لقمان:15).
أمّا المؤمنون؛ فجاء في الشرع تنظيم العلاقة معهم؛
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. (الحجرات:10). 
فوصف علاقة المؤمنين بعضهم ببعض،
عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا». ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ». (متفق عليه).
عن النُّعْمَان بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».». (متفق عليه).
عن أبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ». (متفق عليه).
وفي رواية لمسلم:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ». قِيلَ: «مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟». قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ».
وعلم المسلم أن يحفظ علاقة الأخوة.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ. وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا». (متفق عليه).
وفي لفظ لمسلم: 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«لَا تَحَاسَدُوا،
وَلَا تَنَاجَشُوا،
وَلَا تَبَاغَضُوا،
وَلَا تَدَابَرُوا،
وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ،
وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا،
الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ:
لَا يَظْلِمُهُ،
وَلَا يَخْذُلُهُ،
وَلَا يَحْقِرُهُ.
إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ،
-وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ-. التَّقْوَى هَاهُنَا. -وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-
بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ».
وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
"لَا تَبَاغَضُوا،
وَلَا تَحَاسَدُوا،
وَلَا تَدَابَرُوا،
وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا،
وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ». (متفق عليه).
وبين كيف تكون العلاقة بالمسلم صاحب المعصية:
- فهو يحبه لطاعته؛
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ، أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ». (متفق عليه).
- ويكرهه لمعصيته؛
أخرج الطبراني عن ابن عباس -رضي الله عنه-، مرفوعاً: «أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله -عز و جل-». (وصححه الألباني الصحيحة (998)، (1728).).
- ويناصحه فيما هو فيه،
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». قُلْنَا: «لِمَنْ». قَالَ: «لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ». (أخرجه مسلم).
وإن رأى نفع الهجر معه؛ ليترك معصيته، هجره!

علاقات تحيط بالمسلم ٤: (٥ - ٤) علاقته بالحيوانات العجماوات



(5 - 4) علاقته بالحيوانات العجماوات.

علاقته بالبهائم من الحيوان، تقوم على:
- الرحمة،
- والإحسان،
- وكف أذى ما يعتدي منها ويفترس.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: «لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بِي». فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ؛ فَغَفَرَ لَهُ». قَالُوا: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا». فَقَالَ: «نَعَمْ، فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ». (متفق عليه).
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ غَرَسَ غَرْسًا فَأَكَلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ أَوْ دَابَّةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ». (متفق عليه).
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ». (أخرجه مسلم).

علاقات تحيط بالمسلم ٣: (٥ - ٣) علاقة المسلم بما حوله من المخلوقات الجامدة العظيمة



(5 - 3) علاقة المسلم بما حوله من المخلوقات الجامدة العظيمة.

وهي قائمة على التفكر في دلالتها على عظمة الله ووجوده:
{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. (آل عمران:191).

علاقات تحيط بالمسلم ٢: (٥ - ٢) علاقة المسلم بنفسه



(5 - 2) علاقة المسلم بنفسه.

وهي قائمة على:
- مراقبة النفس،
- والحذر من الظلم،
- والاعتماد على الله،
- والرجوع إليه في كل شيء؛
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. (الزمر: 53).
وأن النفس واحدة، وتعتريها أحوال وصفات؛
- فتارة تكون أمارة بالسوء إلا من رحم. {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}. (يوسف: 53).
- وتارة تكون لوامة، فتلوم صاحبها إذا فعل الطاعة لم لم يستكثر، وإذا فعل المعصية، لم فعلها، ولم لا يتوب ويستغفر. {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. (القيامة: 2).
- وتارة تكون آمنة مطمئنة؛ {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}. (الفجر: 27).
وعلى الإنسان أن:
- يخاف مقام ربه،
- وينهى نفسه عن هواها،
- وينظر ما تهواه فيخالفها ولا يتبعها، ومن أضل ممن اتبع هواه.
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}. (النازعـات: 40).

علاقات تحيط بالمسلم ١: (٥ - ١) علاقة المسلم بربه



علاقات تحيط بالمسلم.

تحيط بالمسلم خمس علاقات، لكل علاقة حقوق وواجبات؛
(5 - 1) علاقة المسلم بربه.
(5 - 2) علاقة المسلم بنفسه.
(5 - 3 ) علاقة المسلم بالجمادات.
(5 - 4 ) علاقة المسلم بالحيوانات البهيمة العجماوات.
(5 - 5 ) علاقة المسلم بغيره من البشر.

وبيانها فيما يلي:
(5- 1) علاقة المسلم بربه.
وأعلى هذه العلاقات وأهمها علاقته بربه،
وهي قائمة على غاية المحبة والخضوع له سبحانه، وهو حقيقة العبادة التي خلق لها.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. (البقرة:21).
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ. مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}. (الذريات:56- 58).
{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً}. (النساء:48).

علمني ديني ١٨٣: أن أحذر الظلم وأتجنبه!



علمني ديني:
أن أحذر الظلم وأتجنبه!

عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَنَّهُ قَالَ:
«يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا.
يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ.
يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ.
يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ.
يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ.
يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي.
يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا.
يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا.
يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ.
يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ». (أخرجه مسلم).

علمني ديني ١٨٢: أن أتعلم الحقوق المطلوبة مني لإخواني المسلمين



علمني ديني:
أن أتعلم الحقوق المطلوبة مني لإخواني المسلمين:
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: «أَمَرَنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ:
أَمَرَنَا:
بِاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ،
وَعِيَادَةِ الْمَرِيضِ،
وَإِجَابَةِ الدَّاعِي،
وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ،
وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ،
وَرَدِّ السَّلَامِ،
وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ،
وَنَهَانَا عَنْ:
آنِيَةِ الْفِضَّةِ،
وَخَاتَمِ الذَّهَبِ،
وَالْحَرِيرِ،
وَالدِّيبَاجِ،
وَالْقَسِّيِّ،
وَالْإِسْتَبْرَقِ». (متفق عليه).
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
«حق المسلم على المسلم خمس:
رد السلام،
وعيادة المريض،
واتباع الجنائز،
وإجابة الدعوة،
وتشميت العاطس». متفق عليه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ:
رَدُّ السَّلَامِ،
وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ،
وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ،
وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ،
وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ».». (متفق عليه).
ولفظ مسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
«حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ». قِيلَ: «مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟». قَالَ:
«إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ،
وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ،
وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ،
وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ،
وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ،
وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ».
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟
قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ،
وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ». (متفق عليه).
عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا».
فَقَالَ رَجُلٌ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟».
قَالَ: «تَحْجُزُهُ، أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ». (أخرجه البخاري).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ». (أخرجه أحمد والترمذي، وقال: «حسن صحيح».).

علمني ديني ١٨١: نبذ وترك كل ما يضيع الحقوق، ويورث الكراهية والتباغض



علمني ديني:
نبذ وترك كل ما يضيع الحقوق، ويورث الكراهية والتباغض.

عن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ». (متفق عليه).
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَأْثُرُ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا، وَلَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَتْرُكَ». (متفق عليه).
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ». (متفق عليه).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا -وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-. بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ. كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ». «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ، وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ -وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ-». (أخرجه مسلم).

علمني ديني ١٨٠: إن الله أعطى كل ذي حق حقه


علمني ديني:
إن الله أعطى كل ذي حق حقه.

عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «آخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً فَقَالَ لَهَا: «مَا شَأْنُكِ؟». قَالَتْ: «أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا».
فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فَقَالَ: «كُلْ!». قَالَ: «فَإِنِّي صَائِمٌ».
قَالَ: «مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ».
قَالَ: «فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ قَالَ: «نَمْ». فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: «نَمْ». فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ،
قَالَ سَلْمَانُ: «قُمْ الْآنَ».
فَصَلَّيَا، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: «إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ». فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «صَدَقَ سَلْمَانُ».». (أخرجه البخاري).
وإذا كانت العلاقات تتعدد بين الناس؛
- فهناك الدين.
- وهناك النسب والقرابة.
- وهناك الصحبة والزمالة.
- وهناك الجوار.
- وهناك المصالح.
فإن تنظيم هذه الحقوق تعييناً وحكماً، مما يعين على معرفة حدود هذه العلاقات، وتيسير التعامل معها.

كشكول ٦٩٧: مطوية مقامات النظر



مطوية مقامات النظر.
إعداد فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم محمد كشيدان -جزاه الله خيرًا. أسعده الله، وأعانه على رضاه-.
وهذا الرابط:

خلفيات علمية (6)



خلفيات علمية (6)

مراعاة قرائن الحال، المعروف أن ذلك في فهم نصوص الوحي، والذي أريد إضافته هنا: مراعاة ذلك في تنزيل كلام العالم في فتواه أو كتابه.
فتعرف متى صنف العالم كتابه؟
وما هو موقعه الترتيبي الزمني بين مؤلفاته الأخرى؟
وما الباعث له على تصنيفه؟
ولماذا سلك هذا المنهج في التأليف والتصنيف دون غيره؟
وما هي الأمور المساعدة والمعينة على فهم مراده على وجهه؟
فقد حصلت مشاكل بسبب عدم مراعاة ذلك في تنزيل كلام العالم في فتواه أو كتابه!
ومن أشهر أمثلة ذلك: رسائل أئمة الدعوة النجدية (الدرر السنية)، ونبه على ذلك الشيخ عبدالله العنقري -رحمه الله- في رسالة مفردة موجودة ضمن الدرر السنية، وقد طبعتها مفردة، ولله الحمد.

لفت نظري ٣٥: ما أشاهده من تصرفات بعض الأخوة في فهم كلام العلماء وتنزيله في موضعه



لفت نظري:
ما أشاهده من تصرفات بعض الأخوة في فهم كلام العلماء وتنزيله في موضعه؛

فتجد بعض الأخوة يتركون حضور درس الشيخ الفلاني؛ لأن فلانًا من العلماء قال فيه: كلمة، ليست بجرح إنما فيها عدم رضا عنه، ولم يذكر جرحاً مفسراً، مع كون هذا الشيخ قد زكاه أهل العلم، ووصفوه بالسلفية.
وتجد آخرين يستشكلون كيف يجرح الشيخ الفلاني هذا الرجل، ثم يعدله العالم الآخر، وكلاهما الجارح والمزكي من أهل السنة؟!
ولا إشكال، فإنك إذا نظرت في كلام العالم الجارح لا تجده جرحه بشيء مؤثر، غايته أنه ينتقد أسلوباً وجده عند هذا الشخص، أو لم يرتض أموراً ليست بطعن في الدين أو العلم، ومن أجل هذا عدله العالم الآخر!
وهكذا تأتي أمور ينبغي لطلاب العلم أن يقفوا عندها، ولا يضخموا الأمور، ويقلقون الساحة العلمية بمثل هذه التصرفات التي لا تمثل الوجه الصحيح.

ولأضرب لك مثالاً:
راوي الحديث الحسن، تكلم فيه أئمة الجرح والتعديل، لكن كلامهم فيه لم ينزله عن درجة من يؤخذ عنه العلم، و يسمع منه الحديث، ويحسن حديثه.
الراوي الضعيف الذي جرح في ضبطه، فإن الأئمة جرحوه، ولكن إذا توبع قبل حديثه وأخذ به.

فالجرح أنواع:
- جرح في الضبط وهو على درجات.
- جرح في الدين وهو على درجات؛
فالفاسق بفعل كبيرة. ليس كصاحب البدعة.
وصاحب البدعة على درجات؛ فالبدعة الكبيرة ليست كالصغيرة، والمبتدع الداعية ليس كالمبتدع غير الداعية!
وقد يجهل الجارح حال الرجل، والجهالة ليست بجرح أصلاً يعني ليست بطعن لا في الدين ولا في العدالة، وتقتضي التوقف في صاحبها، لا الهجر، ولا الطعن، ولا أقل ولا أكثر!
وقد يكون الجرح في أمر لا يرجع إلى الضبط، ولا إلى الدين، إنما إلى أمر آخر فلا يؤثر.
والله الموفق.

علمني ديني ١٧٩: أن كل ما أصابني هو خير لي، إذا صبرت على الضراء، وشكرت على السراء



علمني ديني:
أن كل ما أصابني هو خير لي، إذا صبرت على الضراء، وشكرت على السراء.

عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ. إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ. وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ». (أخرجه مسلم في كتاب الزهد، باب المؤمن مره كله خير، حديث رقم: (2999).).

كشكول ٦٩٦: كيف يؤدي توقير صاحب البدعة إلى هدم الدين؟



كيف يؤدي توقير صاحب البدعة إلى هدم الدين؟

قال الشاطبي -رحمه الله- في الاعتصام (1/151- 152): «وَأَمَّا أَنَّ الْمَاشِي إِلَى الْمُبْتَدِعِ وَالْمُوَقِّرُ لَهُ مُعِينٌ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ:
فَقَدْ تَقَدَّمَ نَقْلُهُ.
وَرُوِيَ أَيْضًا مَرْفُوعًا: «مَنْ أَتَى صَاحِبَ بِدْعَةٍ لِيُوَقِّرَهُ، فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ».
وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ».
وَيُجَامِعُهَا فِي الْمَعْنَى مَا صَحَّ مِنْ قَوْلِهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: 
«مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.» الْحَدِيثَ.
فَإِنَّ الْإِيوَاءَ يُجَامِعُ التَّوْقِيرَ، وَوَجْهُ ذَلِكَ ظَاهِرٌ؛ لِأَنَّ الْمَشْيَ إِلَيْهِ، وَالتَّوْقِيرَ لَهُ تَعْظِيمٌ لَهُ لِأَجْلِ بِدْعَتِهِ، وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الشَّرْعَ يَأْمُرُ بِزَجْرِهِ، وَإِهَانَتِهِ، وَإِذْلَالِهِ بِمَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، كَالضَّرْبِ وَالْقَتْلِ، فَصَارَ تَوْقِيرُهُ صُدُودًا عَنِ الْعَمَلِ بِشَرْعِ الْإِسْلَامِ، وَإِقْبَالًا عَلَى مَا يُضَادُّهُ وَيُنَافِيهِ، وَالْإِسْلَامُ لَا يَنْهَدِمُ إِلَّا بِتَرْكِ الْعَمَلِ بِهِ، وَالْعَمَلِ بِمَا يُنَافِيهِ.
وَأَيْضًا فَإِنَّ تَوْقِيرَ صَاحِبِ الْبِدْعَةِ مَظِنَّةٌ لِمَفْسَدَتَيْنِ تَعُودَانِ عَلَى
الْإِسْلَامِ بِالْهَدْمِ:
إِحْدَاهُمَا: الْتِفَاتُ الْجُهَّالِ وَالْعَامَّةِ إِلَى ذَلِكَ التَّوْقِيرِ، فَيَعْتَقِدُونَ فِي الْمُبْتَدِعِ أَنَّهُ أَفْضَلُ النَّاسِ، وَأَنَّ مَا هُوَ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِمَّا عَلَيْهِ غَيْرُهُ، فَيُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى اتِّبَاعِهِ عَلَى بِدْعَتِهِ، دُونَ اتِّبَاعِ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى سُنَّتِهِمْ.
وَالثَّانِيَةُ: أَنَّهُ إِذَا وُقِّرَ مِنْ أَجْلِ بِدْعَتِهِ؛ صَارَ ذَلِكَ كَالْحَادِي الْمُحَرِّضِ لَهُ عَلَى إِنْشَاءِ الِابْتِدَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، فَتَحْيَا الْبِدَعُ، وَتَمُوتُ السُّنَنُ، وَهُوَ هَدْمُ الْإِسْلَامِ بِعَيْنِهِ.
وَعَلَى ذَلِكَ دَلَّ حَدِيثُ مُعَاذٍ: «فَيُوشِكُ قَائِلٌ أَنْ يَقُولَ: مَا لَهُمْ لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ؟ مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ، وَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ، فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ».
فَهُوَ يَقْتَضِي أَنّ السُّنَنَ تَمُوتُ إِذَا أُحْيِيَتِ الْبِدَعُ، وَإِذَا مَاتَتْ [السُّنَنُ]; انْهَدَمَ الْإِسْلَامُ.
وَعَلَى ذَلِكَ دَلَّ النَّقْلُ عَنِ السَّلَفِ؛ زِيَادَةً إِلَى صِحَّةِ الِاعْتِبَارِ؛ لِأَنَّ الْبَاطِلَ إِذَا عُمِلَ بِهِ لَزِمَ تَرْكُ الْعَمَلِ بِالْحَقِّ كَمَا فِي الْعَكْسِ؛ لِأَنَّ الْمَحَلَّ الْوَاحِدَ لَا يَشْتَغِلُ إِلَّا بِأَحَدِ الضِّدَّيْنِ.
وَأَيْضًا: فَمِنَ السُّنَّةِ الثَّابِتَةِ تَرْكُ الْبِدَعِ، فَمَنْ عَمِلَ بِبِدْعَةٍ وَاحِدَةٍ؛ فَقَدْ تَرَكَ تِلْكَ السُّنَّةَ.»اهـ.

كشكول ٦٩٥: ما حكم الإجهاز على الحيوان المريض؟



ما حكم الإجهاز على الحيوان المريض؟

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية (2/ 56):
الإِْجْهَازُ عَلَى الْحَيَوَانِ:
الْحَيَوَانُ عَلَى نَوْعَيْنِ:
- نَوْعٌ يَجُوزُ ذَبْحُهُ، بِأَنْ كَانَ مَأْكُول اللَّحْمِ، أَوْ قَتْلُهُ، بِأَنْ كَانَ مُؤْذِيًا. وَهَذَا النَّوْعُ يَجُوزُ الإِْجْهَازُ عَلَيْهِ إِنْ أَصَابَهُ مَرَضٌ أَوْ جُرْحٌ؛ لأَِنَّهُ يَجُوزُ ذَبْحُهُ، أَوْ قَتْلُهُ ابْتِدَاءً.
- وَنَوْعٌ لاَ يَجُوزُ قَتْلُهُ، كَالْحِمَارِ وَنَحْوِهِ، وَفِي جَوَازِ الإِْجْهَازِ عَلَيْهِ إِنْ أَصَابَهُ مَرَضٌ أَوْ جُرْحٌ -إِرَاحَةً لَهُ- خِلاَفٌ، أَجَازَ ذَلِكَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ، وَمَنَعَهُ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ. وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ الْفُقَهَاءُ فِي كِتَابِ الذَّبَائِحِ، وَذَكَرَهُ الْحَنَفِيَّةُ فِي كِتَابِ الْحَظْرِ وَالإِْبَاحَةِ.
انظر الفتاوى الهندية (5 / 361) ط بولاق، وجواهر الإكليل (1 / 213) والبجيرمي على الخطيب (4 / 248) ط دار المعرفة، والمغني (7 / 635)، وحاشية ابن عابدين (5 / 188) ط بولاق، والمهذب (1 / 254) ط مصطفى البابي الحلبي.
قلت: اختار الشيخ ابن عثيمين في النوع الثاني جواز قتله، فقال: «الحيوان إذا مرِضَ فإنْ كان مما لا يُؤكَل لحْمُه، ولا يُرْجَى شِفَاؤُه، فلا حرج عليك في أن تقتله؛ لأن في إبقائِه إلزاماً لك في أمر يكون فيه ضياع مالك؛ لأنه لا بد أن تنفق عليه، وهذا الإنفاق يكون فيه إضاعة للمال، وإبْقَاؤه إلى أن يَمُوتَ بدون أن تُطْعِمَهُ أو تَسْقِيَه محرّمٌ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «دخلَت امرأة النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خَشَاشِ الأرض».
[الْمَصْدَرُ] فتاوى منار الإسلام (3/750).