السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

قواعد في تعبير الرؤيا ٣٢: مقال قواعد في تعبير الرؤيا كاملاً مع تعديلات وزوائد


مقال قواعد في تعبير الرؤيا كاملاً مع تعديلات وزوائد ، على موقعي بالجامعة ...


قواعد في تعبير الرؤيا ٣١


وختاماً :
تنبيه:
أخرج الدارمي (2/ 1380، تحت رقم 2209)، قال ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهَا زَوْجٌ تَاجِرٌ يَخْتَلِفُ، فَكَانَتْ تَرَى رُؤْيَا كُلَّمَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَقَلَّمَا يَغِيبُ إِلَّا تَرَكَهَا حَامِلًا، فَتَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَقُولُ: إِنَّ زَوْجِي خَرَجَ تَاجِرًا، فَتَرَكَنِي حَامِلًا، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّ سَارِيَةَ بَيْتِي انْكَسَرَتْ، وَأَنِّي وَلَدْتُ غُلَامًا أَعْوَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرٌ، يَرْجِعُ زَوْجُكِ عَلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى صَالِحًا، وَتَلِدِينَ غُلَامًا بَرًّا. فَكَانَتْ تَرَاهَا مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ، تَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ: ذَلِكَ لَهَا، فَيَرْجِعُ زَوْجُهَا، وَتَلِدُ غُلَامًا، فَجَاءَتْ يَوْمًا كَمَا كَانَتْ تَأْتِيهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَائِبٌ، وَقَدْ رَأَتْ تِلْكَ الرُّؤْيَا، فَقُلْتُ لَهَا: عَمَّ تَسْأَلِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَمَةَ اللَّهِ؟ فَقَالَتْ: رُؤْيَا كُنْتُ أُرَاهَا، فَآتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْأَلُهُ عَنْهَا؟ فَيَقُولُ: خَيْرًا، فَيَكُونُ كَمَا قَالَ! فَقُلْتُ: فَأَخْبِرِينِي مَا هِيَ؟ قَالَتْ: حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْرِضَهَا عَلَيْهِ، كَمَا كُنْتُ أَعْرِضُ، فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهَا حَتَّى أَخْبَرَتْنِي، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَيَمُوتَنَّ زَوْجُكِ، وَتَلِدِينَ غُلَامًا فَاجِرًا، فَقَعَدَتْ تَبْكِي، وَقَالَتْ: مَا لِي حِينَ عَرَضْتُ عَلَيْكِ رُؤْيَايَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا: مَا لَهَا يَا عَائِشَةُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، وَمَا تَأَوَّلْتُ لَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْ يَا عَائِشَةُ ؛ إِذَا عَبَرْتُمْ لِلْمُسْلِمِ الرُّؤْيَا فَاعْبُرُوهَا عَلَى الْخَيْرِ، فَإِنَّ الرُّؤْيَا تَكُونُ عَلَى مَا يَعْبُرُهَا صَاحِبُهَا، فَمَاتَ، وَاللَّهِ زَوْجُهَا، وَلَا أُرَاهَا إِلَّا وَلَدَتْ غُلَامًا فَاجِرًا" والحديث قال الحافظ في فتح الباري (12/ 432): "وَعِنْدَ الدَّارِمِيِّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ"، (وكذا قال محققا زاد المعاد: إسناده حسن) وقال ابن حجر عقبه: "وَعِنْدَ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ مِنْ مُرْسَلِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ جَائِزَ بَيْتِي انْكَسَرَ وَكَانَ زَوْجُهَا غَائِبًا فَقَالَ: رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكِ زَوْجَكِ فَرَجَعَ سَالِمًا الْحَدِيثَ وَلَكِنْ فِيهِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوْ عُمَرَ هُوَ الَّذِي عَبَرَ لَهَا الرُّؤْيَا الْأَخِيرَةَ وَلَيْسَ فِيهِ الْخَبَرُ الْأَخِيرُ الْمَرْفُوعُ"اهـ، 
قلت: سند الدارمي فيه عنعنة ابن إسحاق.
ومخالفة رواية عطاء، التي أشار إليها ابن حجر عقب الحديث.
ومخالفته من حيث المعنى لحديث ابن عباس المذكور في القاعدة التاسعة الذي أخرجه الشيخان، وقول الرسول ﷺ فيه: "أصبت بعضا وأخطأت بعضا"؛
فالحديث منكر، وعندي أن البخاري لما ترجم على حديث ابن عباس ، بقوله في كتاب التعبير: "بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ الرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ إِذَا لَمْ يُصِبْ"؛ كان يريد التنبيه على عدم صحة هذا الحديث، والله اعلم.
تمت ولله الحمد والمنه
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قواعد في تعبير الرؤيا ٣٠


من قواعد تعبير الرؤيا 30
القاعدة التاسعة والعشرون
تفسير الرؤيا وتعبيرها كالفتوى
لا يحق للشخص أن ينقل ما ذكره معبر الرؤيا لشخص على رؤية له هو، لأن تعبير الرؤيا يتوقف على حيثيات تتعلق بالرائي قد لا توجد في الشخص الآخر، فحمل كلامه على رؤياك لا يصح. 
وكتب تفسير الأحلام هي للاستئناس فقط.
و لا ينبغي أن يجزم بشيء بناء على تعبير الرؤيا، فهذا يحتاج إلى دليل.

وإذا كان أبو بكر الصديق على علمه وصدقه لما فسر رؤيا أصاب بعضا وأخطأ بعضاً (راجع قصة ذلك في القاعدة التاسعة) فكل أحد بعد أبي بكر أولى أن يخطيء، فلا يجزم المعبر بأن تفسير الرؤيا هو ما ظهر له، والله الموفق.

قواعد في تعبير الرؤيا ٢٩


من قواعد تعبير الرؤيا 29
القاعدة الثامنة والعشرون
من الرؤيا ما لا يحتاج إلى تعبير لظهور معناها. ومنها ما يحتاج إلى تعبير. 
وإلى النوع الأول أشارت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في قولها الذي أخرجه البخاري تحت رقم (3) ، ومسلم تحت رقم (160)، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: "أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ".
قولها: "مثل فلق الصبح" يعني في ظهورها ووضوحها.

ويبدو لي أن هذا المعنى هو المراد في ما تقدم من حديث الرسول ﷺ عن رؤيا المؤمن في آخر الزمان: "فِي آخِرِ الزَّمَانِ لَا تَكَادُ رُؤْيَا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا".

دردشة ١٤: أفرح حينما أعلم أن هذا الشخص أو ذاك ممن لا أعرفه يحرص على تطبيق السنة



دردشة ...
أفرح حينما أعلم أن هذا الشخص أو ذاك ممن لا أعرفه يحرص على تطبيق السنة والعمل بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن لا يفرح بذلك؟!
وأتمنى لو ينتبه الذي يسعى إلى تطبيق السنة إلى تحقيق المتابعة فيها!
فكم من متبع للحديث ضل عن السنة وخرج عنها بسبب أنه لم يحقق المتابعة فيها!
وقديما قال بعض أهل العلم : "الحديث مضلة إلا للفقهاء".
وتوضيح ذلك :
أن ينتبه العامل بالحديث الذي يعتقد أنه يطبقه إلى تحقيق الأمور التالية :
= أن يكون هذا الحديث محكماً، غير منسوخ،
فقد يكون الحديث منسوخاً وهو لا يدري،
وقد يكون الحديث عاماً مخصوصاً وهو لا يدري،
وقد يكون مقيدا وهو لا يدري،
وقد يكون مخرجه مخرج العموم والمراد به الخصوص وهو لا يدري،
فإذا كان حال الحديث كذلك فالعمل به مخالف للسنة! لأنه فقد شرط المتابعة!
= قد يكون الحديث صحيح السند، لا نعلم نسخه و لا تخصيصه و لا تقييده، و لا كونه يراد به الخصوص ، ولكن جرى عمل السلف على خلافه، فهذا مما يعل به الحديث على التحقيق كما ذكره ابن رجب في أول شرحه لعلل الترمذي الصغير.
= مراعاة مقصد الرسول صلى الله عليه وسلم، وحاله،
خذ على سبيل المثال ، الآن أرسل لي أحد الأخوة على الخاص رسالة كتب فيها قطعة ينبه على ما يفعله بعض خطباء الجمعة من الصياح ورفع الصوت ، طبعاً الخطيب يطبق سنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب انتفخت أوداجه وعلى صوته كأنه منذر جيش يقول: صبحكم أو مساكم. هذا صحيح. وهو سنة، لكن هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مع مكبرات الصوت؟ هل تتحمل الأذن رفع الصوت والنذارة الغضب مع مكبرات الصوت في حيز بناء المسجد؟ هل تصورت حال الناس كيف يكون؟ 
إذا من طبق هذه السنة مع مكبرات الصوت لم يتابع السنة ، بل خالفها لأن هذه السنة فعلها الرسول بدون مكبرات الصوت!
خذ مثالاً ثانياً من يصلي بالنعل، تطبيقاً للسنة في ذلك، إذا صلى بالنعل على الفرش والمياثر فقد خالف السنة، لأنه لم يتابع الرسول صلى الله عليه وسلم في تطبيق هذه السنة!
تأمل معي ... ما حال الفرش إذا صليت بالنعلين وهما مبللان بالماء ؟ ما حال الفرش إذا صليت عليها بالنعال وعليها غبار التراب الذي في الشارع؟ هل صلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالنعلين على الفرش؟
فلابد من الحرص على متابعة السنة عند تطبيق الحديث!
ولذلك أنبه إلى أنه ليس كل حديث سنة.
وليست كل سنة تأتي في حديث مرفوع، فمن السنن ما عرفناه عن طريق عمل الصحابة رضوان الله عليهم، كما في عدد ركعات صلاة الليل !

والله الموفق

قواعد في تعبير الرؤيا ٢٨


من قواعد تعبير الرؤيا 28
القاعدة السابعة والعشرون
قد تتكرر الرؤية للدلالة على صدقها و أهميتها 
قال تعالى : ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (الصافات:102).
ذكر بعض المفسرين أن الرؤيا تكررت على إبراهيم ﷺ بأن يذبح ابنه، ووجه ذلك من الآية أنه عبر بالفعل المضارع ﴿أرى﴾ عن أمر حصل في الماضي، والتعبير بالمضارع يفيد تجدد الحدوث وتكرره.
وفي قصة يوسف قال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾ (سورة يوسف:43).

جاء الفعل المضارع مكان الماضي ﴿إني أرى﴾ لنفس المعنى فيما يظهر، وهو الدلالة على تجدد الحدوث وتكرره، وهنا تكررت الرؤيا بصورتين، رأى سبع بقرات عجاف يأكلن سبع بقرات سمان. ثم رأى ثانية سبع سنبلات خضر، وأخر يابسات.

قال وقلت ٩٦: لم لا ترد علي ولا تجيبني؟


قال : لم لا ترد علي ولا تجيبني؟
قلت : أنت تشكك في وفي صفحتي فلماذا التفت إليك وأنت لا تراني أمامك.
صفحتي مفتوحة من شهر الحج 1435هـ، فهل تعتقد لو كان الذي يديرها أو يعلق عليها غيري أن هذا لا يبلغني عن أصحابي وطلابي وإخواني؟!
ثم صفحتي باسمي الصريح مرتبطة بمواقعي وحساباتي الأخرى ومنها موقعي في الجامعة، وأنت باسم رمزي مجهول العين والعدالة والحال والضبط ، فكيف تريد مني أن التفت إليك وأتجاوب معك؟!

من أعجب الأمور أن يأتي مجهول العين والحال ويطالب بأن أعرف عن نفسي ؛ وصفحتي بين يديه تعرف عني باسمي الصريح!

قواعد في تعبير الرؤيا ٢٧


من قواعد تعبير الرؤيا 27
القاعدة السادسة والعشرون 
مما تفسر به الرؤيا لون الثياب.
أخرج أحمد في المسند (40/ 430، تحت رقم 24367) بسند ضعيف فيه ابن لهيعة، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ خَدِيجَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، فَقَالَ: "قَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ، فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ، فَأَحْسِبُهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ بَيَاضٌ".

وأخرجه عبدالرزاق في المصنف (5/ 324، تحت رقم 9719)، عن الزهري قال: "وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ كَمَا بَلَغَنَا فَقَالَ: رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ، وَقَدْ أَظُنُّ أَنْ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَ عَلَيْهِ الْبَيَاضَ".

قواعد في تعبير الرؤيا ٢٦


من قواعد تعبير الرؤيا 26
القاعدة الخامسة والعشرون
لا يشترط أن تعبر الرؤيا مباشرة 
سيدنا يوسف ﷺ لم تعبر رؤياه إلا بعد أربعين سنة ، والله اعلم.
أخرج ابن أبي شيبة في المصنف(11/ 82، تحت رقم 31167) ، وعند الحاكم في المستدرك (4/ 396، تحت رقم 8198)، بإسناد حسن، عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ : "كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَتَأْوِيلِهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً". 

وفيه (11/ 82، تحت رقم 31165)، بسند حسن، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ (وهو من كبار التابعين، وأبوه صحابي): "أَنَّهُ سَمِعَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ رُؤْيَا وَهُوَ يُصَلِّي ، فَلَمَّا انْصَرَفَ سَأَلَهُمْ عنها فَكَتَمُوهُ ، فَقَالَ : أَمَا أَنَّهُ جَاءَ تَأْوِيلُ رُؤْيَا يُوسُفَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ . يَعْنِي : سَنَةً".

قواعد في تعبير الرؤيا ٢٥


من قواعد تعبير الرؤيا 25
القاعدة الرابعة والعشرون
قول من يسمع الرؤيا : "رأيت خيرا".
أخرج أحمد في المسند (39/ 207، تحت رقم 23790، الرسالة)، وابن ماجه حديث رقم (3920) بسند حسن كما قال محققو المسند والأرنؤوط في تحقيقه لابن ماجه، واصل الحديث في صحيح مسلم تحت رقم (2484)، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى شِيَخَةٍ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَجَاءَ شَيْخٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا لَهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، فَقَامَ خَلْفَ سَارِيَةٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْجَنَّةُ لِلَّهِ يُدْخِلُهَا مَنْ يَشَاءُ، وَإِنِّي رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُؤْيَا، رَأَيْتُ كَأَنَّ رَجُلًا أَتَانِي فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَسَلَكَ بِي فِي منَهْجٍ عَظِيمٍ، فَعُرِضَتْ عَلَيَّ طَرِيقٌ عَلَى يَسَارِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْلُكَهَا، فَقَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، ثُمَّ عُرِضَتْ طَرِيقٌ عَنْ يَمِينِي فَسَلَكْتُهَا، حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى جَبَلٍ زَلَقٍ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَزَجَّلَ بِي، فَإِذَا أَنَا عَلَى ذُرْوَتِهِ، فَلَمْ أَتَقَارَّ وَلَمْ أَتَمَاسَكْ، وَإِذَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ فِي ذُرْوَتِهِ حَلْقَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَزَجَّلَ بِي، حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَالَ: اسْتَمْسَكْ، قُلْتُ: نَعَمْ. فَضَرَبَ الْعَمُودَ بِرِجْلِهِ، فَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ. قَالَ: قَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "رَأَيْتَ خَيْرًا: أَمَّا الْمَنْهَجُ الْعَظِيمُ فَالْمَحْشَرُ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عُرِضَتْ عَنْ يَسَارِكَ فَطَرِيقُ أَهْلِ النَّارِ، وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عُرِضَتْ عَنْ يَمِينِكَ فَطَرِيقُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الْجَبَلُ الزَّلَقُ فَمَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ الَّتِي اسْتَمْسَكْتَ بِهَا، فَعُرْوَةُ الْإِسْلَامِ، فَاسْتَمْسِكْ بِهَا حَتَّى تَمُوتَ". فَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وإِذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ".

أخرج أحمد في المسند (44/ 445، تحت رقم 26875)، وابن ماجه تحت رقم (3923)، وقال محققو المسند، والأرنؤوط: "حديث صحيح"اهـ، عَنْ قَابُوسَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي بَيْتِي عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِكَ. قَالَ: "خَيْرًا رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَامًا فَتُرْضِعِيهِ" فَوَلَدَتْ حُسَيْنًا أَوْ حَسَنًا فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمٍ، قَالَتْ: فَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ فَبَالَ، فَضَرَبْتُ كَتِفَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوْجَعْتِ ابْنِي، رَحِمَكِ اللَّهُ!".

قواعد في تعبير الرؤيا ٢٤


من قواعد تعبير الرؤيا 24
القاعدة الثالثة والعشرون
أَصْدَقُ النَّاسِ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا
وعند مسلم تحت رقم (2263) عن أبي هريرة مرفوعاً: "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا".

قواعد في تعبير الرؤيا ٢٣


من قواعد تعبير الرؤيا 23
القاعدة الثانية والعشرون
لا يشترط في الرؤيا أن يراها المسلم بنفسه فقد ترى له
أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم (479) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ".َ

وأخرج ابن ماجه تحت رقم (3898) وصححه لغيره الأرنؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ: ﴿لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ (يونس: 64)، قَالَ: "هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ".

كشكول ١٠٣٩: الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- لا يبدع بكر أبو زيد -رحمه الله-


الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- لا يبدع بكر أبو زيد -رحمه الله-

كشكول ١٠٣٨: استمعوا إلى هذا الكلام من الشيخ ربيع -حفظه الله وسلمه-



استمعوا إلى هذا الكلام من الشيخ ربيع -حفظه الله وسلمه-

قواعد في تعبير الرؤيا ٢٢


من قواعد تعبير الرؤيا 22
القاعدة الحادية والعشرون
في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب.
أخرج البخاري تحت رقم (7017) حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ، رُؤْيَا المُؤْمِنِ وَرُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» وَمَا كَانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لاَ يَكْذِبُ.
وفي رواية عند مسلم تحت رقم (2263) "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا".
وفي رواية عند الترمذي تحت رقم (2291) : "فِي آخِرِ الزَّمَانِ لَا تَكَادُ رُؤْيَا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا".
والمراد بحسب مجموع الروايات أنه في آخر الزمان لا تكاد تكذب رؤيا المؤمن.

وعند اعتدال الزمان في ساعات الليل والنهار، لا تكاد تكذب رؤيا المؤمن.

دردشة ١٣: بعض الناس يتعامل في حياته بحدية


دردشة ...
بعض الناس يتعامل في حياته بحدية ؛ فالناس إما عدل صالح لا يقع في خطأ ، وإما مطعون في عدالته مجروح ساقط لا يلتفت إليه، وهذا خلاف ما أخبرنا الله عزوجل من حال الناس .
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة102
وقَوْلُهُ تَعَالَى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ [فاطر: 32 - 35] .
فأهل الإيمان على أقسام :
فمنهم ظالم لنفسه .
ومنهم مقتصد
ومنهم سابق بالخيرات.
وانظر العالم إذا أخطأ في أي قسم تجعله من هذه الأقسام.
أقال في ضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (5/ 490): 
" ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى بَيَّنَ أَنَّ إِيرَاثَهُمُ الْكِتَابَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ مِنْهُ عَلَيْهِمْ،
ثُمَّ وَعَدَ الْجَمِيعَ بِجَنَّاتِ عَدْنٍ وَهُوَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ فِي قَوْلِهِ: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا إِلَى قَوْلِهِ: وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ
وَالْوَاوُ فِي يَدْخُلُونَهَا شَامِلَةٌ لِلظَّالِمِ، وَالْمُقْتَصِدِ وَالسَّابِقِ عَلَى التَّحْقِيقِ،
وَلِذَا قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: حُقَّ لِهَذِهِ الْوَاوِ أَنَّ تُكْتَبَ بِمَاءِ الْعَيْنَيْنِ، فَوَعْدُهُ الصَّادِقُ بِجَنَّاتِ عَدْنٍ لِجَمِيعِ أَقْسَامِ هَذِهِ الْأُمَّةِ،
وَأَوَّلُهُمُ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ أَرْجَى آيَاتِ الْقُرْآنِ،
وَلَمْ يَبْقَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدٌ خَارِجٌ عَنِ الْأَقْسَامِ الثَّلَاثَةِ، فَالْوَعْدُ الصَّادِقُ بِالْجَنَّةِ فِي الْآيَةِ شَامِلٌ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ؛
وَلِذَا قَالَ بَعْدَهَا مُتَّصِلًا بِهَا وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ إِلَى قَوْلِهِ: فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ [فاطر: 36 - 37] ."اهـ

فالتعامل مع الناس ينبغي أن يكون على هذا لأساس. والله الموفق.

قواعد في تعبير الرؤيا ٢١


من قواعد تعبير الرؤيا 21
القاعدة العشرون 
لا خصوصية للرؤيا في الأسحار، والحديث الوارد في ذلك ضعيف.
والسحر هو ساعة آخر الليل، قبل الفجر، جمعها أسحار .
أخرج الترمذي تحت رقم (2274)، وابن ابن حبان (الإحسان 13/ 407، تحت رقم 6041) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَصْدَقُ الرُّؤْيَا بِالأَسْحَارِ»

وهو حديث ضعيف انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة تحت رقم ((1732)، وضعفه محقق الإحسان.

دردشة ١٢: الانصاف عزيز


دردشة ..
الانصاف عزيز ...
الكلام في الأشخاص جرحا وتعديلاً يحتاج إلى شروط ، من أهمها الانصاف ...
فإن من مزالق الكلام في هذا الباب عدم التفرقة بين خطأ العالم من أهل السنة والجماعة، وما يقع من أهل الأهواء والبدع.
وإحسان الظن مطلوب ، وحمل الأمر على أحسن المحامل مطلوب من الطرفين؛
لابد أن ينتبه الجارح إلى احتمال أن ما وقع فيه المجروح خطأ غير مقصود، لعله اجتهد فيه وأخطأ ، وهذا يوجب على الجارح أن يأتي بكلام يفتح فيه باب العودة للخصم حتى يرجع إلى الحق ويقبله ويتراجع عن الخطأ.
ولابد أن ينتبه المجروح والمتكلم فيه إلى حسن قصد الجارح فإنه إنما فعل ذلك لأنه رأى خطأ ومخالفة لما عليه أهل السنة، فهو يخشى على الناس أن يتأثروا بهذا الباطل، ويحتسب عند الله بكلامه في المجروح نصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. وبناء عليه لابد أن يكون لدى المجروح من حسن الظن وسعة الصدر بالجارح فيتقبل نصيحته ويتراجع عما وقع فيه من باطل.
وليتذكر المسلم كلمة جاءت عن بعض السلف أنه قال: لأن أكون ذنبا في السنة أحب إلي من أن أكون رأسا في البدعة.
ولا يغتر المسلم بزيف الشيطان فإنه يأتيه بصوارف تصرفه عن الحق فيتحجج بأسلوب الجارح وألفاظه بل يرجع إلى الحق ويصلح الخطأ الذي وقع فيه، وبعد ذلك يناصح الجارح في عبارته ولفظه.

والنوايا مطايا ... والله من وراء القصد.

سؤال وجواب ٢٥١: هذه الفترة نجد هجمة شرسه على الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-


سؤال :
هذه الفترة نجد هجمة شرسه على الشيخ بكر أبو زيد رحمة الله والتحذير من كتبه ويصفونه بأقبح الاوصاف فهلا أوضحتم لنا حال الشيخ رحمة وهل حقا إن صدر من العالم السلفي زلة يسقط ويسقط معه جميع علمه الموافق للسنه
الجواب :
كتابات الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله مفيدة ونافعة.
ومحل النقد عليه في موضعين :
ما يسمى النصيحة الذهبية وهي اربع ورقات نسبت إليه يدافع فبها عن سيد قطب. ولا أعلم أنه تبرأ منها بوضوح.
وكتابه تصنيف الناس .
وما عدا هذا مما كتبه وصنفه يستفاد منه.
وانا مثلكم ارى أن الشيخ عالم يستفاد منه ولا يضره ان شاء الله ما اخطأ فيه لأني اظنه اجتهد فأخطأ .
ولا ينبغي الاستطالة عليه ومعاملته كحال اهل البدع .

والله اعلم .

قواعد في تعبير الرؤيا ٢٠


من قواعد تعبير الرؤيا 20
القاعدة التاسعة عشرة
قد يكون تفسير الرؤيا بالأسماء التي ترد فيها 

أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم (2270) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَأَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّا فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ، فَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابْنِ طَابٍ، فَأَوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا، وَالْعَاقِبَةَ فِي الْآخِرَةِ، وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ".

قواعد في تعبير الرؤيا ١٩


من قواعد تعبير الرؤيا 19
القاعدة الثامنة عشرة 
الترهيب من الكذب في الرؤيا
أخرج البخاري تحت رقم (7042 ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ، وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ".

وأخرج البخاري تحت رقم (7043) عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ مِنْ أَفْرَى الفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ".

قواعد في تعبير الرؤيا ١٨


من قواعد تعبير الرؤيا 18
القاعدة السابعة عشرة
لا فرق بين الرؤيا في الليل أو في النهار 
بوب البخاري في كتاب التعبير: بَابُ الرُّؤْيَا بِالنَّهَارِ وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: «رُؤْيَا النَّهَارِ مِثْلُ رُؤْيَا اللَّيْلِ».
وَذكر فِي الْبَاب حَدِيثُ أَنَسٍ فِي قِصَّةِ نَوْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أُمِّ حَرَامٍ في النهار ورؤياه .

قواعد في تعبير الرؤيا ١٧


من قواعد تعبير الرؤيا 17
القاعدة السادسة عشرة 
الاحتفال والاهتمام بالرؤيا
أخرج البخاري تحت رقم (1386) عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟» قَالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا، فَيَقُولُ: «مَا شَاءَ اللَّهُ» فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟» قُلْنَا: لاَ، قَالَ: «لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي، فَأَخْرَجَانِي إِلَى الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ، بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ» قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُوسَى: " إِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالاَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ - أَوْ صَخْرَةٍ - فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الحَجَرُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ، فَعَادَ إِلَيْهِ، فَضَرَبَهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالاَ: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ، أَعْلاَهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالاَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ - قَالَ يَزِيدُ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ - وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالاَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ، وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ، وَأَدْخَلاَنِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ، وَنِسَاءٌ، وَصِبْيَانٌ، ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ، فَأَدْخَلاَنِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ، وَشَبَابٌ، قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ، فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ، قَالاَ: نَعَمْ، أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ، فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالكَذْبَةِ، فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ، فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ، يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاةُ، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُوا الرِّبَا، وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَالصِّبْيَانُ، حَوْلَهُ، فَأَوْلاَدُ النَّاسِ وَالَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَالدَّارُ الأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ المُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ، وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ، فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ، قَالاَ: ذَاكَ مَنْزِلُكَ، قُلْتُ: دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي، قَالاَ: إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ".
محل الشاهد : قوله : "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ وقال: مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ قَالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا، فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ".
ووجه الدلالة : أنه كان يسألهم بعد صلاة الصبح : من رأى منهم رؤيا.
و (كان) تفيد المداومة.
وهذا احتفال منه صلى الله عليه وسلم يشأن الرؤيا. 
أخرج البخاري تحت رقم (7028 - 7029) حدث نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ، وَأَنَا غُلاَمٌ حَدِيثُ السِّنِّ، وَبَيْتِي المَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلاَءِ، فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، يُقْبِلاَنِ بِي إِلَى جَهَنَّمَ، وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: لَنْ تُرَاعَ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ، لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلاَةَ. فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ، لَهُ قُرُونٌ كَقَرْنِ البِئْرِ، بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلاَسِلِ، رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ، عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ اليَمِينِ.

فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» فَقَالَ نَافِعٌ: «فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلاَةَ»

قواعد في تعبير الرؤيا ١٦


من قواعد تعبير الرؤيا 16
القاعدة الخامسة عشرة
رؤيا الله في المنام
يجوز أن يرى المؤمن ربه -سبحانه وتعالى- في المنام في الحياة الدنيا. 
قال ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية) (٣٦٦/٧-٣٦٧): «جواز رؤية الله في المنام هو الحق الذي عليه عامة أهل الإثبات، وإن نازع فيه من نازع من الجهمية» اهـ.
وتحقيق المؤمن رؤيا ربه في المنام بحسب إيمانه؛
قال ابن تيمية -رحمه الله- كما في كتاب (مجموع الفتاوى) (٣٩٠/٣): «وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صور متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحًا لم يره إلا في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه» اهـ.
لكن لم يأت في رؤيا الرب في المنام أن الشيطان لا يتمثل به.
قال الحافظ ابن كثير- بعد أن أورد حديث اختصام الملأ الأعلى في تفسيره (٧/٨١)، سورة ص، قوله تبارك وتعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ}: فهذا حديث المنام المشهور، ومن جعله يقظة فقد غلط» اهـ.
وفيه إثبات الصورة لله جل وعلا، على الوجه اللائق بجلاله، {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. (الشُّورى: ١١). 
قال ابن حجر -رحمه الله- في (فتح الباري) (٣٨٧/١٢): «تنبيه: جوز أهل التعبير رؤية الباري عز وجل في المنام مطلقًا، ولم يجروا فيها الخلاف في رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأجاب بعضهم عن ذلك بأمور قابلة للتأويل في جميع وجوهها، فتارة يعبر بالسلطان، وتارة بالوالد، وتارة بالسيد، وتارة بالرئيس في أي فن كان، فلما كان الوقوف على حقيقة ذاته ممتنعًا، وجميع من يعبر به يجوز عليهم الصدق والكذب؛ كانت رؤياه تحتاج إلى تعبير دائمًا، بخلاف النبي -صلى الله عليه و سلم- فإذا رؤى على صفته المتفق عليها وهو لا يجوز عليه الكذب، كانت في هذه الحالة حقًا محضًا لا يحتاج إلى تعبير» اهـ.

أما في الآخرة، فسيرى المؤمنون ربهم يقظة، {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (يونس: ٢٦). والله الموفق.

قواعد في تعبير الرؤيا ١٥


من قواعد تعبير الرؤيا 15
القاعدة الرابعة عشرة
من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام على الصفة المعروفة له صلى الله عليه وسلم فكأنما رآه حقيقة لأن الشيطان لا يتمثل به .
أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم (2266)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ بِي". وَفِي رِوَايَةٍ : "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي"، وَفِي رِوَايَةٍ : "لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي"، وَفِي رِوَايَةٍ : "مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ"، وَفِي رِوَايَةٍ : "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أَوْ لَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقِظَةِ".
ومعنى الحديث : من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم على الوصف المعروف عنه فقد رآه صلى الله عليه وسلم على الحقيقة، فإن الشيطان لا يتمثل به صلى الله عليه وسلم. فإنَّ رُؤْيَاهُ صَحِيحَةٌ لَيْسَتْ بِأَضْغَاثٍ وَلَا مِنْ تَشْبِيهَاتِ الشَّيْطَانِ .

ومفهوم المخالفة أن الشيطان قد يأتي المسلم في المنام متمثلا متشبها بغيره صلى الله عليه وسلم، فهذه من خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم.

قواعد في تعبير الرؤيا ١٤


من قواعد تعبير الرؤيا 14
القاعدة الثالثة عشرة
قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (يوسف:6).
فيه أن تعبير الرؤيا يحصل بهبة من الله، فلا يحصل لأي أحد، وهذا القواعد مساعدة ومعينة للاسترشاد بها، حتى تتكون الملكة بإذن الله. وإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم.
وتتشذب الموهبة وتقوى بهذه القواعد .
وما يستفاد من كون الرؤيا جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة، أنه لا يفسرها بغير علم كما لا يتكلم في معاني الوحي من غير علم.
ويستفاد أنه يجري في استنباط المعاني من الرؤيا كما يجري في الوحي، فتجد المعبر يستدل لتفسيره بالقرآن والسنة والقياس .
وقد ذكر أن بعض من يعبر الرؤى فقال: "علمت في نفسي تفسير الرؤى وأنا صغير، كنت إذا سمعت الرؤيا يأتي في نفسي تفسيرها، بدون أن أعلم كيف جاء ذلك" . وهذه الموهبة التي يضعها الله عزوجل في الشخص، ويمكن أن يتعلم الإنسان قواعد التعبير حتى تكون لديه ملكة قوية في ذلك تقارب الموهبة.
قال الباجي رحمه الله في المنتقى شرح الموطإ (7/ 277): "وَلَا يُعَبِّرُ الرُّؤْيَا إلَّا مَنْ يُحْسِنُهَا، وَأَمَّا مَنْ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ وَلَا يُحْسِنُهَا فَلْيَتْرُكْ، وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ رَجُلٍ يُعَبِّرُ الرُّؤْيَا لِكُلِّ أَحَدٍ قَالَ: أَبِالنُّبُوَّةِ يَلْعَبُ قِيلَ لَهُ أَفَيُعَبِّرُهَا عَلَى الْخَيْرِ وَهِيَ عِنْدَهُ عَلَى الشَّرِّ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: إنَّ الرُّؤْيَا عَلَى مَا أُوِّلَتْ فَقَالَ: لَا إنَّ الرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ أَفَيَتَلَاعَبُ بِأَمْرٍ مِنْ أُمُورِ النُّبُوَّةِ.

وَقَدْ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي رُؤْيَا عَائِشَةَ لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا وَاحِدٌ مِنْ أَقْمَارِك وَهُوَ خَيْرُهُمْ وَكَرِهَ أَنْ يَتَكَلَّمَ أَوَّلًا وَإِنَّمَا يَنْبَغِي لِلْعَابِرِ إنْ رَأَى خَيْرًا أَنْ يَذْكُرَهُ وَإِنْ رَأَى مَكْرُوهًا قَالَ: خَيْرًا أَوْ صَمَتَ وَقَالَ: جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَعْنَى قَوْلِهِ خَيْرًا أَنْ يَقُولَ خَيْرًا لَنَا وَشَرًّا لِعَدُوِّنَا"اهـ.

قواعد في تعبير الرؤيا ١٣


من قواعد تعبير الرؤيا 13
القاعدة الثانية عشرة
معبر الرؤيا مجتهد في تفسير هذا الجزء من وحي النبوة، فلا يجوز أن يفسر الرؤيا أي أحد، و لا يخوض في ذلك أي أحد، لابد أن يكون ممن لديه القدرة على ذلك، فلا يتلاعب بهذا الجزء من النبوة. ولذلك لا يخبر بها إلا عالما أو ناصحاً.
أخرج الترمذي تحت رقم (2280)، والدارمي (2/ 1364، تحت رقم 2193)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ، فَرُؤْيَا حَقٌّ، وَرُؤْيَا يُحَدِّثُ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَمَنْ رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ".
وَكَانَ يَقُولُ: "يُعْجِبُنِي الْقَيْدُ وَأَكْرَهُ الْغُلَّ" الْقَيْدُ: ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ .
وَكَانَ يَقُولُ: "مَنْ رَآنِي فَإِنِّي أَنَا هُوَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِي".
وَكَانَ يَقُولُ: "لَا تُقَصُّ الرُّؤْيَا إِلَّا عَلَى عَالِمٍ أَوْ نَاصِحٍ".
والحديث قال الترمذي : "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"اهـ، وصححه الألباني ومحقق سنن الدارمي. وفي المستدرك (4/ 391، تحت رقم 8177) عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الرُّؤْيَا تَقَعُ عَلَى مَا تُعَبَّرُ ، وَمَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ رَفَعَ رِجْلَهُ فَهُوَ يَنْتَظِرُ مَتَى يَضَعُهَا ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا إِلاَّ نَاصِحًا أَوْ عَالِمًا"، والحديث قال الحاكم: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ"اهـ، وهو عند عبدالرزاق في المصنف (11/ 212، تحت رقم 20354) عن أبي قلابة مرسلاً.
قال ابن عبدالبر رحمه الله (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (1/ 287- 288): "وَأَوْلَى مَا اعْتُمِدَ عَلَيْهِ فِي عِبَارَةِ الرُّؤْيَا وَالْأَدَبِ فِيهَا لِمَنْ رَآهَا أَوْ قُصَّتْ عَلَيْهِ مَا حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَذْكُرْهَا وَلْيُفَسِّرْهَا وإذا رأى أحدكم الرؤيا تسوؤه فَلَا يَذْكُرْهَا وَلَا يُفَسِّرْهَا". وَقِيلَ لِمَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَيَعْبُرُ الرُّؤْيَا كُلُّ أَحَدٍ فَقَالَ أَبِالنُّبُوَّةِ يُلْعَبُ.
وَقَالَ مَالِكٌ : لَا يَعْبُرُ الرُّؤْيَا إِلَّا مَنْ يُحْسِنُهَا فَإِنْ رَأَى خَيْرًا أَخْبَرَ بِهِ وَإِنْ رَأَى مَكْرُوهًا فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ.

قِيلَ : فَهَلْ يَعْبُرُهَا عَلَى الْخَيْرِ وَهِيَ عِنْدَهُ عَلَى الْمَكْرُوهِ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّهَا عَلَى مَا أُوِّلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ لَا ثُمَّ قَالَ الرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ فَلَا يُتَلَاعَبُ بِالنُّبُوَّةِ"اهـ

قواعد في تعبير الرؤيا ١٢


من قواعد تعبير الرؤيا 12
القاعدة الحادية عشرة
المعرفة بحال الشخص واعتقاداته وشؤونه مما يعين على معرفة معاني الرؤيا.
فالمزارع الذي يكد على حماره ويشتغل عليه إذا رأى في المنام لرؤيا فيها حمار فإن له عنده معنى ليس هو عند صاحب المدينة الذي يمثل عنده الحمار معنى الكسل والبلادة.
والمسلم الذي دينه القرآن العظيم، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا رأى في المنام شيئاً مما ذكر في القرآن أو السنة ، يختلف عن غير المسلم الذي لا يعرف أصلاً ما في القرآن والسنة عن ذلك الشيء.

ومن أجل ذلك تجد بعض المعبرين يسألون الرائي عن بعض شأنه ليتبين معنى ما رأى عند صاحب الرؤيا.

قواعد في تعبير الرؤيا ١١


قواعد في تعبير الرؤيا 11
القاعدة العاشرة
يرجع في تفسير الرؤيا إلى ما ورد في القرآن والسنة وعن السلف

فإن الأمور تأتي في رؤيا المسلم ترتسم معاني ما فيها بحسب ما ورد في القرآن العظيم والسنة النبوية في الغالب . وكان السلف يراعون ذلك .

قواعد في تعبير الرؤيا ١٠


قواعد في تعبير الرؤيا 10
القاعدة التاسعة 
الرؤيا إذا فسرت التفسير الصحيح علم وقوعها
من يفسر الرؤيا قد يصيب وقد يخطئ، فيضطرب في ذلك، كأنها على جناح طائر، إذا عبرت التعبير الصحيح وقعت بمعنى أنه يرى تأويلها.
أخرج أحمد تحت رقم (16182)، أبوداود تحت رقم (5020)، والترمذي تحت رقم (2279)، وابن ماجه تحت رقم (3914)، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ، مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ». قَالَ: «وَأَحْسِبُهُ قَالَ: «وَلَا تَقُصَّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ، أَوْ ذِي رَأْيٍ». قال الترمذي: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"اهـ، وصححه الألباني، وحسنه لغيره الأرنؤوط في تحقيقه لسنن أبي داود.
وأخرج البخاري تحت رقم (7046)، ومسلم تحت رقم (2269)، عن ابْن عَبَّاسٍ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي المَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ وَالعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا سَبَبٌ وَاصِلٌ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَأَعْبُرَهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اعْبُرْهَا.
قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلاَمُ. 
وَأَمَّا الَّذِي يَنْطُفُ مِنَ العَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالقُرْآنُ؛ حَلاَوَتُهُ تَنْطُفُ، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ القُرْآنِ وَالمُسْتَقِلُّ. 
وَأَمَّا السَّبَبُ الوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَالحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ.
ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ.
ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ.
ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ.
ثُمَّ يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ.
فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟.
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا".
قَالَ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ!
قَالَ: لاَ تُقْسِمْ".
فهذا الحديث نص في أن تعبير الرؤيا منه ما هو صواب، ومنه ما هو غير ذلك. فلو كان المعنى أن الرؤيا تقع كما يفسرها من يفسرها؛ لما كان هناك فائدة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أصبت بعضا وأخطأت بعضًا». ثم ما فائدة أن يرجع إلى مفسري الرؤيا إذا كانت الرؤيا تقع كما يفسرها من يعبرها؟!

- وعليه يكون معنى قوله: "فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ"، أنها إذا أصيب في تفسيرها شوهد وقوعها وعلم أن هذا هو الرؤيا التي روئيت، والله الموفق.

قواعد في تعبير الرؤيا ٩


قواعد في تعبير الرؤيا 9
القاعدة الثامنة 
رؤيا الأنبياء وحي
قال تبارك وتعالى: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (الصَّفات:102). 

فيه "أَنَّ الرُّؤْيَا لَوْ لَمْ تَكُنْ وَحْيًا لَمَا جَازَ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْإِقْدَامُ عَلَى ذَبْحِ وَلَدِهِ"اهـ. قاله في فتح الباري لابن حجر (1/ 239).

قواعد في تعبير الرؤيا ٨


قواعد في تعبير الرؤيا 8
القاعدة السابعة 
لا تثبت الرؤيا حكما شرعيا
أخرج البخاري تحت رقم (1156 - 1158)، ومسلم تحت رقم (2478) عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ بِيَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، فَكَأَنِّي لاَ أُرِيدُ مَكَانًا مِنَ الجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ إِلَيْهِ، وَرَأَيْتُ كَأَنَّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي أَرَادَا أَنْ يَذْهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَتَلَقَّاهُمَا مَلَكٌ، فَقَالَ: لَمْ تُرَعْ خَلِّيَا عَنْهُ. 
فَقَصَّتْ حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى رُؤْيَايَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ،
وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ يَقُصُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا أَنَّهَا فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ".
فيه أن الرؤيا لم تكن تفيد عندهم حكما حتى رجعوا إلى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
أخرج أبوداود تحت رقم (499)، و الترمذي تحت رقم (189)، وابن ماجه (706) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِالرُّؤْيَا، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا حَقٍّ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَإِنَّهُ أَنْدَى وَأَمَدُّ صَوْتًا مِنْكَ، فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا قِيلَ لَكَ، وَلْيُنَادِ بِذَلِكَ»، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ نِدَاءَ بِلَالٍ بِالصَّلَاةِ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَجُرُّ إِزَارَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلِلَّهِ الحَمْدُ، فَذَلِكَ أَثْبَتُ». قال الترمذي: "حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، والأرنؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه.
فيه أنه لم يثبت حكما، ولم تثبت صفة الأذان إلا بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ألا ترى أنهم لم يعتمدوا شيئا مما رأوا حتى رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألا ترى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقرهم على هذا، ولم يطلب منهم اعتماد الرؤيا بدون الرجوع إليه.
فليس في الرؤيا دليل شرعي، غايتها أنها مبشرات.
وهذه القاعدة تبطل ما يستند إليه بعض أهل الباطل في باطلهم فهم يعملون بالرؤى على خلاف الشرع، ويظنون أنها حجة.

ويذكر عن أحد العلماء أنه جاءه رجل يستفتيه في كنز وجده من ركاز الجاهلية، ويخبر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أتاه في المنام وأخبره عن مكانه، وقال إذا وجدته فلا خمس عليك. وأنه قص ذلك على عدد من العلماء، فأفتوه بأنه لا يجب عليه الخمس في الركاز بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم له في المنام. فأفتاه العالم بأن الصواب أن في الركاز الخمس كما ثبت بذلك الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم برواية الثقات، وأن غاية ما عنده من خبر الرؤيا إذا صحت أن الذي لديه خبر وما لدى عامة المسلمين خبر ، وهو أرجح من خبره لأنه عن طريق جماعة من الثقات، وخبره خبر واحد منقطع، فالواجب عليه أن يعمل بما عليه أهل الإسلام، من وجوب الخمس في الركاز.

كشكول ١٠٣٧: هل الصليب يدخل في ما ذكر من ضابط التشبه المنهي عنه؟


قال : هل الصليب يدخل في ما ذكر من ضابط التشبه المنهي عنه؟
قلت: جزاك الله خيراً ، الضابط المذكور في التشبه بالكفار هو ما كان في عاداتهم الدنيوية، أما ما يتعلق بشؤون دينهم وخصائصهم فلا يجوز بحال؛ بل أهل العلم يقولون من لبس الزنار ودخل كنائسهم ومعابدهم في أعيادهم على صفتهم فهو كافر.
المقصود : أن الضابط الذي يذكره أهل العلم هو في التشبه بهم فيما هو من عاداتهم الدنيوية، لا في عباداتهم ودينهم، والله الموفق.

قواعد في تعبير الرؤيا ٧


قواعد تعبير الرؤيا 7
القاعدة السادسة 
الرؤيا الصالحة من المبشرات 
أخرج البخاري تحت رقم (6990) عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا المُبَشِّرَاتُ. قَالُوا: وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ".
ومعنى ذلك أن لا يغلو المسلم في شأنها، فقد رأيت بعض الناس يربط كل أمور حياته وشأنه بالرؤى ، وهذا خلاف ما ينبغي أن يكون عليه المسلم، خاصة وأنه يفسرها بحسب ما يتهيأ له، ويعمل على مقتضى ذلك.

الرؤيا الصالحة هي الحسنة يراها المؤمن وهي من المبشرات!

قال وقلت ٩٥: ضابط النهي عن التشبه بالكفار هو فيما كان من خصوصياتهم


قال : على هذا كل يوم سيأخذون من النصارى عادة ويتشبهون بهم وبعد عام تنتشر في المسلمين وتخرج عن حد التشبه بفقد خصوصيتها بالنصارى..!
قلت : نعم، ضابط النهي عن التشبه بالكفار هو فيما كان من خصوصياتهم، فلا نتشبه بهم، فممكن ينهى عن شيء لأنه تشبه بهم، ثم بعد مدة يفقد خصوصيته بهم فيجوز و لا يكون من التشبه.
لكن أنبه على أمر المسلم مأمور بمخالفة الكفار كما هو مأمور بالكف عن التشبه بهم في خصوصياتهم، فإن استطاع المسلم أن يخالفهم فهذا أحسن.

وباب المخالفة أوسع وتكون بأدنى شيء والله الموفق.

سؤال وجواب ٢٥٠: هل في مقولتي مخالفة شرعية؟


سؤال : 
نشرت في صفحتي هده المقولة فاعترض علي بعض الإخوة فهل في مقولتي مخالفة شرعية ؟ 
قلت : نحن مستعدون ان نتنازل عن لفظة السلفية ونقول مسلمين فهل انتم مستعدون ان تتنازلوا عن بدعكم وتلتزموا الاسلام الصحيح والمصفى من الشرك والبدع وتسيروا على الكتاب والسنة بفهم الصحابة والتابعين.
الجواب:
ما ذكرته هو معنى كلام أهل العلم في هذه القضية، فنحن سمانا الله المسلمين، قال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } (الحج:78).

وإنما ذكر العلماء السنة ، و السلفية للتمايز عن أهل البدع، فإذا ترك أهل البدع بدعهم لم نحتج إلى التمايز ، والله الموفق.

سؤال وجواب ٢٤٩: ما حكم هذه الشهادات التي تنال من المدارس المختلطة


سؤال 
معلوم أن الدراسة في المدارس المختلطة محرم وسؤالي هو ما حكم هذه الشهادات التي تنال من هذه المدارس؟ وهل يجوز العمل بها في أحد المجالات؟ لأنني سمعت فتوى للشيخ الألباني رحمه الله يستدل بهذا الحديث ( ان الله اذا حرم شىء حرم ثمنه ) وجزاكم الله خيرا.
الجواب : 
الاختلاط على درجات وعلى أحوال.
والحكم بحسب حال المسلم معه.

ومن نال شهادة من دراسة مختلطة واستعملها في الوظيفة وقام بعمله ووظيفته على الوجه المطلوب فرزقه حلال وأجرته حلال، ويستغفر الله مما مضى والله الموفق.

هل تعلم ٦٦: أن المظلوم يصبح ظالمًا إذا تجاوز الحد في تظلمه وفجر في خصومته وتعدى وطغى



هل تعلم:
أن المظلوم يصبح ظالمًا إذا تجاوز الحد في تظلمه وفجر في خصومته وتعدى وطغى.
وان الظالم يصبح مظلوما اذا تجاوز المظلوم حده .
وبالصبر يضمن لنفسه عدم التجاوز للحد.
ويضمن لنفسه الأجر العظيم من الله تبارك وتعالى.
فاللهم اجعلنا ممن اذا اعطي شكر.
واذا ابتلي صبر.

واذا اذنب استغفر .

دردشة ١١: كيف تجعل حياتك كلها عبادة؟


دردشة ... كيف تجعل حياتك كلها عبادة؟
بعض الناس يبالغ في أمر دعوة الناس فيأتي بأمور يتجاهل فيها أموراً مقررة في الشرع ليبين وجهة نظره؛
أذكر أني سمعت أحدهم يقول ما معناه و لا أضبط كلامه:
اليوم 24 ساعة.
8 ساعات نوم.
8 ساعات وظيفة.
1 ونصف ساعة مشاوير بالسيارة.
2 ساعة وجبات وما تحتاجه.
2 ساعة لمشاهدة التلفزيون والأخبار والتواصل الاجتماعي .
1 ونصف ساعة للصلوات الخمس .
وساعة في أمور أخرى في اليوم .
يعني الذي يخلص للعبادة هو 1 ونصف ساعة من 24 ساعة.
يريد بذلك أن يظهر أن مقدار عبادته في اليوم وفي عمره كله ضئيل جداً ؛ 
فالإنسان يقضي ثلث عمره في النوم.
وثلث عمره في الوظيفة.
وقريب ربع عمره في الأكل والتواصل الاجتماعي
فلا تقصر في شأن العبادة وحاول أن تكون على أحسن وجه.
أقول : هذا الكلام صحيح من جهة وفيه نظر من جهة؛
لقد أرشدنا الإسلام إلى أمر إذا فعلناه صارت حياتك كلها على مدار 24 ساعة عبادة، تحصل فيها الأجر الجزيل عند الله تبارك وتعالى.!
أتدري كيف يكون ذلك ؟!
بالنية الصالحة؛
تنام لترتاح بنية التقوي للعبادة وللعمل الصالح وللكسب الحلال.
تأتي شهوتك من زوجك بنية كف نفسك عن الحرام وكفها عن الحرام.
تعمل في وظيفتك ومجال عملك بنية الكسب الحلال والبعد عن الحرام.
تتواصل مع الأقارب ومع طلاب العلم وأهل الصلاح بنية صلة الرحم وطلب العلم ونيل الخير.
تتعامل مع أهل الفسق بنية دعوتهم إلى الصلاح والخير.
تأكل وتشرب بنية التقوي على الطاعة.
بهذه الطريقة تكون حياتك كلها عبادة باب من أبواب كثرة الأجر!

والآن أسألك أي الطريقين اصح في دعوة الناس؟!

قواعد في تعبير الرؤيا ٦


قواعد تعبير الرؤيا 6
القاعدة الخامسة
الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً
أخرج البخاري تحت رقم (6983)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ، مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".

فقيد الرؤية التي هي جزء من أجزاء النبوة بأن تكون حسنة من رجل أو امرأة صالحة.

قواعد في تعبير الرؤيا ٥


قواعد في تعبير الرؤيا 5
القاعدة الرابعة
الرؤيا أنواع 
أخرج مسلم تحت رقم (2263) عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ؛
فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ.
وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ.
وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ.
فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ" قَالَ: "وَأُحِبُّ الْقَيْدَ وَأَكْرَهُ الْغُلَّ وَالْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ". فَلَا أَدْرِي هُوَ فِي الْحَدِيثِ أَمْ قَالَهُ ابْنُ سِيرِينَ".
وأخرج ابن ماجه تحت رقم (3907) وصححه الألباني والأرنؤوط، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ:
مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ ابْنَ آدَمَ.
وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ.
وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ".
قال ابن حجر رحمه الله (في فتح الباري 12/ 407- 408): "وليس الحصر مرادا من قوله : "ثلاث"؛
لثبوت نوع رابع في حديث أبي هريرة في الباب وهو حديث النفس وليس في حديث أبي قتادة وأبي سعيد الماضيين سوى ذكر وصف الرؤيا بأنها مكروهة ومحبوبة أو حسنة وسيئة.
وبقي نوع خامس وهو تلاعب الشيطان وقد ثبت عند مسلم من حديث جابر قال : "جاء أعرابي فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قطع فانا أتبعه" وفي لفظ : "فقد خرج فاشتددت في أثره فقال: لا تخبر بتلاعب الشيطان بك في المنام"، وفي رواية: "له إذا تلاعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يخبر به الناس".
ونوع سادس وهو رؤيا ما يعتاده الرائي في اليقظة كمن كانت عادته أن يأكل في وقت فنام فيه فرأى أنه يأكل أو بات طافحا من أكل أو شرب فرأى أنه يتقيأ وبينه وبين حديث النفس عموم وخصوص .
وسابع وهو الأضغاث"اهـ
وعندي أن هذه الأنواع ترجع إلى ما جاء في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه؛
فالنوع الرابع والسادس يدخل في حديث النفس.

والنوع الخامس والسابع يدخل في أهاويل الشيطان، والله الموفق.

كشكول ١٠٣٦: بشرى بخسارة الكفار، وتمييز الطيب من الخبيث


بشرى بخسارة الكفار، وتمييز الطيب من الخبيث
يقول تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ {8/36} لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
فيه بشرى للمسلمين، أنه مهما بلغ كيد أعداء الله ، ونفقتهم للصد عن سبيل الله، فإن عاقبة أمرهم خسراً، ثم يغلبون. 
وفيه أن الكفار يرصدون أموالاً للصد عن سبيل الله، وذلك يشمل ما يبذل منهم في كل أوجه الباطل، لأنها من الصد عن سبيل الله، ويشمل ما ينفقونه لزعزعة الأمن الفكري والاجتماعي في بلدان العالم الإسلامي، ونفقتهم لقتال المسلمين، ونشر الفوضى والعداء بينهم.

وفيه أن من حِكَم تمكين الكفار من فعل ذلك ما يجعله الله من عاقبة فعلهم إذ يتميز الطيب من الخبيث من الناس، فيجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه، فيجعلهم في جهنم .

قواعد في تعبير الرؤيا ٤


قواعد تعبير الرؤيا 4
القاعدة الثالثة
الرؤيا الغريبة المخالفة للواقع من تلاعب الشيطان

أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم (2268) عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَتَدَحْرَجَ فَاشْتَدَدْتُ عَلَى أَثَرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَعْرَابِيِّ: لَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي مَنَامِكَ. وَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ، يَخْطُبُ فَقَالَ: لَا يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُمْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي مَنَامِهِ".

قواعد في تعبير الرؤيا ٣


قواعد في تعبير الرؤيا 3
القاعدة الثانية
ما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الأدب في رؤيا الشر 
أخرج البخاري تحت رقم (7044) عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يَقُولُ: لَقَدْ كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حَتَّى سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ، يَقُولُ: وَأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حَتَّى سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلاَ يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ.
وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ؛
فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا.
وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ.
وَلْيَتْفِلْ ثَلاَثًا.
وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا؛

فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ".

قواعد في تعبير الرؤيا ٢


قواعد في تعبير الرؤيا 2
القاعدة الأولى 
الفرق بين الرؤيا والحلم
أخرج البخاري تحت رقم (6985) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلاَ يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ".
وهذا فيه أن الحلم هو أن يرى المسلم ما يحزنه.
وأن الحلم المحزن من الشيطان.

وأن من الأدب في ذلك أن يستعيذ بالله من شر ما رأى.

خطر في بالي ٥٧: وأنا أسمع ليوتيوب عن الحكمة في أمر الطفل بالصلاة لسبع وضربه عليها لعشر


خطر في بالي وأنا أسمع ليوتيوب عن الحكمة في أمر الطفل بالصلاة لسبع وضربه عليها لعشر؛ حيث قرر أنه يكتفى مع الطفل في سن السابعة بمجرد الأمر دون أن يتابع على شيء من طهارة وستر عورة وأن المقصود فقط أمره بالصلاة.... الخ كلامه
وهذا الذي يقرره صاحب المقطع فيه نظر؛
لأن الأمر بالصلاة إنما يقصد به الأمر بالصلاة الشرعية التي مقتاحها الطهور، وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم.
والتي لابد فيها من ستر العورة.
واستقبال القبلة.
ومراعاة مواقيت الصلاة.
وولي الطفل هو المسؤول عن هذه الأمور، هذا هو معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "مروهم بالصلاة لسبع".
قال ابن القيم في تحفة المودود بأحكام المولود (ص: 243): "ويجنبه لبس الْحَرِير فَإِنَّهُ مُفسد لَهُ ومخنث لطبيعته كَمَا يخنثه اللواط وَشرب الْخمر وَالسَّرِقَة وَالْكذب وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : "يحرم الْحَرِير وَالذَّهَب على ذُكُور أمتِي وَأحل لإناثهم".
وَالصَّبِيّ وَإِن لم يكن مُكَلّفا فَوَلِيه مُكَلّف لَا يحل لَهُ تَمْكِينه من الْمحرم فَإِنَّهُ يعتاده ويعسر فطامه عَنهُ وَهَذَا أصح قولي الْعلمَاء.
وَاحْتج من لم يره حَرَامًا عَلَيْهِ بِأَنَّهُ غير مُكَلّف فَلم يحرم لبسه للحرير كالدابة؛
وَهَذَا من أفسد الْقيَاس فَإِن الصَّبِي وَإِن لم يكن مُكَلّفا فَإِنَّهُ مستعد للتكليف وَلِهَذَا لَا يُمكن من الصَّلَاة بِغَيْر وضوء وَلَا من الصَّلَاة عُريَانا ونجسا وَلَا من شرب الْخمر والقمار واللواط"اهـ .

والله الموفق.

قواعد في تعبير الرؤيا ١


قواعد في تعبير الرؤيا
أفرد الإمام مالك -رحمه الله- في كتاب الموطأ كتاباً في الرؤيا، ومن الكتب في صحيح البخاري كِتَابُ التَّعْبِيرِ، وفي مسلم كتاب الرؤيا، وكذا الترمذي في سننه أَبْوَابُ الْرُّؤْيَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذا ابن ماجه أَبْوَابُ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا.
وليس في سنن أبي داود و لا النسائي كتابا في الرؤيا والتعبير.
ولم يحتفل أحد من أصحاب الكتب الستة بأبواب التعبير مثل البخاري رحمه الله في كتابه الجامع الصحيح.

وقد رأيت التنبيه على أمور في الرؤيا والتعبير، من خلال القواعد التالية:

كشكول ١٠٣٥: درة من درر عمر


جاءني على الواتساب:
📝 دُرّةٌ مِنْ دُرَرِ عُمَرَ 📝
قال عمر رضي الله عنه :
« أيّها النّاسُ لا تُعجِبَنَّكُم من الرجل طَنْطَنَتُهُ
• ولكنْ من أدّى الأمانةَ
• وكَفَّ عن أعراضِ النّاسِ
• فَهو الرَّجُلُ » 
📕 كتاب مكارم الأخلاق 
لابن أبي الدنيا ص٨٩

منقول للفائدة

لفت نظري ٥٥: مقالة عن سبب كراهية النساء للتعدد


لفت نظري ... مقالة جاءتني في الواتساب عن سبب كراهية النساء للتعدد، وانتهت الكاتبة إلى أن الحسد هو الذي يجعل المرأة كارهة للتعدد، فهي تحسد زوجها على ما أباحه الله له من التمتع بما طاب له من النساء مثنى وثلاث ورباع!
والذي يبدو لي أن السبب وراء كراهية النساء للتعدد لا يمكن حصره في الحسد بهذه الطريقة، فإن حسد الزوجة لزوجها إذا أراد أن يعدد قد يصدر من بعض الجاهلات بشرع الله، وهو سبب يبرز جهة كراهية الزوجة، وليس فيه بيان سبب كراهية بعض غير المتزوجات للتعدد، أو كراهية بعض الناس للتعدد!
ويظهر لي أن سبب كراهية التعدد ترجع إلى عدة أمور، منها؛
الأمر الأول : ثقافة المجتمع، فهناك مجتمعات تتعامل مع التعدد بطريقة لا تشعر معها الزوجة الأولى بأن زواج زوجها عليها نقيصة في حقها أو تهمة، بل ترى فيه ما يساعدها في أمر الرجل وشأنه والقيام ببيته وعياله. وهناك مجتمعات تنظر إلى التعدد أنه ظلم وخيانة لحق الزوجة ألأولى ، وأن الزوجة الثانية سرقت رجل الأولى، إلى آخر تلك السلسلة الطويلة من الاتهامات، فمثل هذا المجتمع النساء ينظرن فيه إلى التعدد بكراهية ونفرة ورفض مطلقاً.
والمرأة الصالحة إذا رضيت بمعدد تكون في حال جهاد، بل أرجو أن تنال أجر المجاهد في سبيل الله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله"، وهي في حال صبر ومصابرة، يقول صلى الله عليه وسلم: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم".
الأمر الثاني : طريقة الزوج في التعامل مع الزوجتين أو الثلاث أو الأربع، فإن بعض الرجال يعطون نموذجا سيئاً للتعدد، بظلمهم وميلهم إلى واحدة دون ألأخرى، ويستغرب أن بعض الناس يظن الزوج يميل مع الثانية ضد الأولى، وهذا إن كان موجوداً، لكن النساء الذين قبلن بأزواج معددين يشتكين من ميل الرجل إلى الأولى أكثر من الثانية!
وهؤلاء الرجال الذين يعددون ويسيئون في تطبيق هذه السنة يقع عليهم وزر التنفير والظلم والتشويه لهذه السنة!
الأمر الثالث : الرغبة في الاستئثار بالزوج وماله، وهذا ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله فيما أخرجه البخاري تحت رقم (5152)، ومسلم تحت رقم (1408)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لاَ يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تَسْأَلُ طَلاَقَ أُخْتِهَا، لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا، فَإِنَّمَا لَهَا مَا قُدِّرَ لَهَا". والخطاب في الحديث موجه للأجنبية التي يريد الرجل الزواج بها، يدل عليه قوله : "ولتنكح"، ولتقبل الزواج به بدون هذا الشرط، كما جاء في رواية أخرى للحديث: "لاَ تَسْأَلِ المَرْأَةُ طَلاَقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا، وَلْتَنْكِحْ، فَإِنَّ لَهَا مَا قُدِّرَ لَهَا". وهذا الحكم وإن توجه للأجنبية إلا علته تصدق حتى على الزوجة تسأل زوجها طلاق أختها لتستفرغ ما في صحفتها، وتوجه الخطاب للأجنبية خرج مخرج الغالب.
وعليه ؛ فإني أنصح الرجال بأن يتقوا الله في زوجاتهم، و لا يكن الواحد سببا في تشويه هذه السنة وتنفير الناس منها، بسبب ظلمه وعدم عدله.
وأنصح النساء أن لا يكن التعدد سببا للامتناع عن الزواج فإنما يأتيها ما قدر لها. وأنصحهن أن يثبتن ويحاولن تصحيح الصورة لدى المجتمع، فلا يكن سببا في شماتة الناس في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن الله استمد العون والتوفيق ، واسأله الهدى والرشاد والسداد.